ذاكرة قصبة دار الشافعي جزء من تاريخ بلاد بني مسكين والشاوية

احمد الناهي
كانت بلاد بني مسكين ولعقود طويلة تابعة على مستوى القيادة لبلاد السراغنة ثم بلاد دكالة ثم بلاد الشاوية، الى ان جاء آل الشافعي الذين كانوا خلفاء لقياد السراغنة، حيث استطاع القائد محمد بن الشافعي بن الجيلالي بن الغزواني الظفر بمنصب قائد على بلاد بني مسكين لما ابان عنه من شجاعة وبطولة، خاصة في معركته مع قبائل غياثة بتكليف من السلطان المولى الحسن الاول الذي استعصت عليه هزيمة هذه القبيلة.. فدفع بالقائد محمد الشافعي الذي استطاع هزيمتهم وحمل قادتهم كأسرى الى قصر السلطان.
وفي سنة 1864 قام محمد الشافعي ببناء قصبته بالقرب من الطريق السلطانية حيث مركز جماعة دار الشافعي الان وجلب لها من الصناع امهرهم من مدينة مراكش وفاس ومكناس، وشيد داخلها مجمعا سكنيا للجنود وملاحا اليهود والعديد من الدور السكنية، فإعتبرت تحفة فنية معمارية متفردة كما وصفها- بيير كوراك- في كتابه: الحاميات العسكرية المغربية الصغرى..
وقد زار هذه القصبة ومر بها العديد من الرحالة والمستكشفين والبعثات العلمية خاصة ابان حكم القائد سي أحمد بن الشافعي الذي عرفت بلاد بني مسكين خلال فترته اوج عظمتها ومكانتها بين القبائل، وتوج ذلك بمصاهرة القائد مع السلطان المولى عبد العزيز الذي تزوج من ابنته البتول، كما أشرف سي أحمد بن الشافعي على حماية ونقل جثمان السلطان المولى الحسن الاول من البروج الى الرباط.
ومباشرة بعد وفاة المولى الحسن الاول انتفضت بعض فرق بني مسكين كالقراقرة واولاد عامر واولاد بوعلي واولاد سالم ضد القائد بتحريض من بعض المجموعات من السراغنة والرحامنة، وقاموا بحصار القصبة لمدة 18 يوم وهدموا جزءا من سورها الخارجي ودارت معركة شرسة بين جنود القصبة والمهاجمين وقع منهم العدد الكثير، حتى تدخل قائد بلاد السراغنة احمد بن المودن لنصرة سي أحمد بن الشافعي والقضاء على المنتفضين الذين واجهوا انتقاما شرسا من القائد.
في سنة 1910 تقدمت القوات الفرنسية صوب القصبة بقيادة- الجنرال موانيي- وتم احتلالها وخلع القائد سي حسن بن سي أحمد بن محمد الشافعي بن الجيلالي بن الغزواني ليسدل الستار على اهم فصل من فصول الظاهرة القائدية ببلاد بني مسكين.. وتدخل هذه القبيلة فصلا آخر مع القائد محمد بن بوحافة بن بوشتى الذي نقل عاصمة بلاد بني مسكين من قصبة الشافعي الى قصبة البروج..