الانتخابات اليوم، فرصة لنجعل فيها أصواتنا هي الفصل والحكم
بقلم عبدالحق الفكاك
يعتقد بعض المرشحين المفترضين للاستحقاقات المقبلة، ممن تعودوا الضحك على الذقون، أن التاريخ يكتب بقلم الرصاص، وبالتالي يمكنهم محو ماضيهم الفاسد وعدم ذكر ما يضرهم ولا ينفعهم.. حسبهم في ذلك أن الناس قد أخذتهم الغفلة وشغلتهم متطلبات العيش اليومية، وهم اليوم لم يعودوا يذكرون ما كانوا يفعلون…
بالعكس فالمواطن المغلوب على أمره لن ينسى أبدا من تنكر لوعوده وراح يساومه، كلما وقف ببابه طلبا لقضاء حاجة أو الحصول على وثيقة إدارية .. لن يسكت عما لحقه من ظلم أولئك الدين خانوا الأمانة ودخلوا المجالس المنتخبة بنية التلاعب و الخذلان..
لن ينسى أبدا كيف كان يتعاملون معه كمواطن بسيط حين كانوا في موقع المسؤولية يتخذون القرارات الأليمة ضدا على مصالح الساكنة، ولا يقيمون لها وزنا و كأنها قطيع بدون راع ؟
طبعا، التاريخ سيحاسب كل من أفسد ديمقراطيتنا و طع الطريق أمام المغاربة وجعل البلد تخطئ موعدها مع التنمية والحكامة الجيدة مرارا و تكرارا .
والآن وقد درات الأيام وألقت بخطايا هؤلاء الغشاشين في معترك السياسة، لن يسامحهم أحد لاسيما و استحقاقات هذه المرة تعتبر الأولى من نوعها في المغرب حيث سيتم في يوم واحد انتخاب أعضاء مجلس الشعب ومجالس الجهات والجماعات المحلية.
من المؤكد أن سماسرة الانتخابات قد جاؤوا اليوم بأقنعة جديدة وكلام معسول براق، لكنهم تجاهلوا أن سمعتهم السيئة قد سبقتهم، وأنها-كيفما كانت- ستلاحق أولادهم وأحفادهم، ولن يثق فيهم أحدا ولن يسلموا من القيل والقال ومن ضربات الألسن.. و لعل بعض الكلمات الأشد وقعا من الخناجر، لأن السمعة مهما كانت سيئة أو حسنة تبقى بمثابة البصمة الموروثة والعلامة الفارقة في حياة كل إنسان.
لذلك فلا مجال للكذب أو البهتان، فلابد للتاريخ أن يقول كلمته وعلى المواطن أن يغتنم هذه الفرصة التاريخية فيجعل من صوته الفصل و الحكم..
وعلى رأي جمهور كرة القدم فلابد من الاحتكام إلى الفار فهو وحده من سيعيد على أنظارنا ما الذي جرى بالضبط، وعلى أي حال فلابد من الحيلوية دون استمرار حالات التسلل إلى انتخاباتنا بغرض الإفساد سواء بالمال الحرام أو الإطعام السياسي .. ولو أن الأفواه الجائعة لا تحدث الديمقراطية.