المغرب الذي نريد بناءه برؤى جديدة
بقلم : عبدالحق الفكاك
ها نحن اليوم على موعد مع التاريخ .. موعد لا يريد أحدا أن يخطئه ، ليس فقط لأنه سيجمع لأول مرة ثلاثة تمرينات ديموقراطية في آن واحد… ولكن لأنه موعد حقيقي مع الممارسة الديمقراطية الحقة .
هذه الممارسة التي نريدها أن تكون حرة ونزيهة، بمعنى نريدها أن تعكس حقيقة المشهد السياسي بالمغرب.. مغرب اليوم حيث الترتيبات تجري على قدم وساق لأجل دخول ناجح للنموذج التنموي الذي ارتضاه المغاربة لأنفسهم بعد أن استنفد جميع مراحل الاستشارات الممكنة .
إذا، هو موعد ينبغي أن لا نخالفه أبدا مهما حدث، لأنه موعد مع الشفافية والحقيقة الكاملة.. حقيقة هيئاتنا السياسية والمنتسبين إليها، ولو أن هذه الحقيقة قد تكون مرة و مرهقة وربما قد تكلفنا الشيء الكثير..
ذلك أن الشفافية كالمرآة لن تخفي عنا أي شيء مهما كان صغيرا.. فهي هكذا ستكشف وجهنا الحقيقي لاسيما إذا ما اشتغلنا عليها بالقدر الكافي الذي سيظهر حجمنا الحقيقي على سلم الديمقراطية .
إنه موعد مع سؤال الديموقراطية التي مُورِست في بلادنا لأكثر من 40 سنة خلت. سؤال عمَّا تركت في سلوك المواطنين من أثر ينتصر للمساواة واحترام الآخر ؟
وهل أفضت هذه الممارسة إلى تخريج أفواج من الديمقراطيين الأحرار كنتيجة طبيعية لممارسة ديمقراطية حرة .
قد يصعب تجاهل الأعطاب التي أصابت معظم المنظمات السياسية ببلادنا منذ انطلاق المسلسل الديموقراطي بحيث كرست عادات وتقاليد سلبية للغاية انتجت كائنات انتخابية تعودت على إفساد الحياة السياسية.
فلاشك أن الجميع لايزال يتذكر الظروف التي مرت فيها الانتخابات السابقة وما أسفرت عنه كخريطة سياسية هجينة لا تمت صلة بالواقع السياسي ببلادنا .
ولعل أبرز ما ميز تلك الانتخابات هو النسبة المئوية المثيرة للمقاطعين والذين فضلوا العزوف على المشاركة وعذرهم سوى الاحتجاج على ما صاحب هذه الانتخابات من افتراءات وما شابها من خروقات خاصة قبل انطلاق الحملة الانتخابية.
وهو ما يدفع للتساؤل حول الحكمة من تعمد الهيئات السياسية إلى فتح مقراتها خلال فترة الانتخابات فقط .. بما يجعل عملها السياسي موسميا وبدون مردودية ترجى.؟ بل وقيام غالبية هذه الهيئات إلى تزكية أشخاص من خارج الأحزاب السياسية نفسها بعد إفراغها من مناضليها ومنتسبيها ؟
أخيرا يبقى الأمل في أن تتغير هذه التصرفات بشكل يعطي تطمينات على أن هذه الانتخابات المقبلة لن تكون كسابقاتها حيث التسابق المحموم بين المترشحين باعتماد الإطعام السياسي والمال الحرام دون الاحتكام للبرامج الانتخابية التي قد تستجيب فعلا لانتظارات المواطنين خاصة الشباب منهم المتطلع لغد أفضل يتناسب مع المغرب الذي نريده جميعا شعبا وملكا .