اليسار وأي يسار؟

علال بنور

في ظل الأزمة الراهنة التي يمر منها اليسار المغربي المناضل اليوم، في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي يعرف تصدعات والتي يصعب موقعتها، هل هي أزمة ذاتية أم أزمة موضوعية أم هما معا؟ تمظهرت هذه الأزمة في ظرف يحكمه عاملان، الجائحة التي كانت ولا زالت لها تداعيات، وعامل الدخول السياسي المتعلق بالانتخابات البرلمانية والجماعية.

إلتم اليسار المناضل الذي جمع قوى يراهن عليها المجتمع المغربي، في تقديم اقتراحات وحلول في بعدها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. فقوى اليسار التي التأمت منذ 2014 في فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي ضم الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي والمؤتمر الوطني الاتحادي.

كان مقررا قبل انتخابات 2021، أن تدخل الأحزاب الثلاثة معترك الاستحقاقات الانتخابية باللائحة الموحدة للتحالف وبرمز (الرسالة)، فانسحاب الحزب الاشتراكي الموحد من اللائحة الموحدة، تضاربت حوله الآراء، هناك من يرد اللوم إلى الأمينة العامة السيدة نبيلة منيب وهناك من رد القرار إلى مجموعة من أطر الحزب.

انعقد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد يوم 14 غشت 2021 قدم خلاله المجاهد سي محمد بن سعيد ايت يدر رسالة للمكتب السياسي، الذي سماه بالرفاق الصامدون في المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد. مشيرا إلى أن الاجتماع يمر في ظرف صعب، يتمثل في الوضعية الصحية التي يمر بها الوطن متزامنا مع الانشقاق الذي يعيشه الحزب، وهو وضع مؤلم حسب الرسالة، يتطلب الصمود والوفاء لقيم اليسار، الشيء الذي يقتضي تحصين مشروع توحيد اليسار المناضل على قاعدة الاحترام.

مشيدا، على أن الحزب سيدخل الانتخابات برمز الشمعة، كما تمنى المجاهد بن سعيد ان تتكلل المجهودات بنتائج إيجابية، باعتبار ان الرهانات كبيرة، مؤكدا في دعوته للتصويت على رمز الشمعة باعتبارها رمز الأمل في مغرب متقدم وآمن وموحد، داعيا إلى عدم الدخول في معارك مع رفاق الأمس الذين كانوا مستعدون للتوحيد معهم.

كما ركزت رسالة المجاهد بن سعيد على تمييز الخصوم الحقيقيين، لأن النضال يجمع الكل في مشروع توحيد اليسار، الذي ما زال ممكنا ربما بصيغة أخرى وآليات أخرى، كما ألح أن مشروع وحدة اليسار هي من بين الأفكار التي يدافع عنها الحزب الاشتراكي الموحد.

كذلك أكدت الرسالة، على الترفع عن المعارك الصغرى لكي لا ينشغل الحزب عن البناء والمعارك الحقيقية الكبرى.

فخلصت الرسالة إلى مخارج أساسية التي يؤمن بها الحزب الاشتراكي الموحد:

– التأسف على الانشقاق الذي حل في ظرف خاص.

– حماية الحزب تقتضي الصمود والوفاء لقيم اليسار.

– اعتماد رمز الشمعة وهي رمز الأمل في المغرب.

– عدم الدخول في معارك مع رفاق الأمس رفاق فيدرالية اليسار.

– مشروع توحيد اليسار ما زال مشروعا للفيديرالية وفكرة الحزب الاشتراكي الموحد.

– تجنب المعارك الصغرى التي يمكن ان تشغل الحزب عن المعارك الكبرى.