بلدية سطات ما المطلوب تغييره، سيدي الرئيس؟
فؤاد الجعيدي
لقد قالت صناديق الاقتراع كلمتها، وجاء الدور على من نالوا ثقة المواطن السطاتي وقالوا كلمتهم، واتفقوا وتراضوا على أن يمنحوا رئاسة البلدية، للسيد الثانوي من حزب الاستقلال، ولعل الرجل كانت له تجربة سابقة في إدارة الشأن الجماعي، ويتمتع بالأدب المطلوب للقيام بهذه المهمة. وهو بدون شك غير راض على ما آلت إليه، سطات كمدينة عريقة في التاريخ، وما عرفته من خصاص في البنيات التحتية، وهي مسؤولية يتقاسمها الجميع.
وأن يفكر السيد الرئيس في ميثاق بين ستة مكونات سياسية للإفصاح عن مبررات وجود الفريق، يظل أمرا ناقصا، ما ينتظر أن تقدم لنا هذه المجموعات السياسية، ميثاقا سياسيا بالأساس، تعلن فيه عن تعاقد مع المواطنين، تلتزم وتسهر بمقتضاه على تنفيذه، وعلى هذا الميثاق أن يكون واضحا وجريئا للقطع مع ما ساد في التجربة السابقة، والتي أنتجت اختلالات تم معها سوء توزيع المال العام، وتوظيفه توظيفات في غير محلها، سواء تعلق الأمر بالأسواق التي سميت خطأ أسواق القرب أو ملاعب القرب التي لم تعم الاستفادة منها شباب الأحياء..
لا بد من الجرأة السياسية والوضوح، في الإقدام على اتخاذ قرارات ازاء دكاكين القصدير التي انتشرت كالأعشاب الطفيلية وشوهت المظهر الحضاري للمدينة، ولا بد من توجيه استراتيجية العمل الجماعي لتجاوز الخصاص في الأحياء الجديدة، من البنيات الاجتماعية ثم التداول العاجل في تراجع الاستثمارات التي تنتج مزيدا من فرص التشغيل.
وعلى الرئيس أن يتسع صدره، ويؤسس لقواعد التشاور مع المجتمع المدني في لقاءات منتظمة وكلما اقتضت الحاجة إلى ذلك في مناقشة القضايا العمومية، وعليه أن يقدم لنا خلاصات من هي الجمعيات التي كانت تحظى بالدعم من المال العام، وما مدى تأثير أنشطتها في المجتمع المحلي ولفائدة من؟
على الرئيس بناء الثقة بين المجلس والمواطنين، وقد حظي بشرف أن يكون صوت كل المواطنين بمختلف مشاربهم وحساسياتهم السياسية والفكرية، إزاء باقي الأطراف من سلطات إدارية ومحلية، وأن يعيد للبلدية اعتبارها المفقود.
إننا نستحضر أنها مسؤولية جسيمة، لكن صعبها تذوب كلما كان التواصل والتشاور، لاستعاد أمجاد المدينة التي كان لها حضور في العديد من محطات تاريخنا الوطني.
ولا يسعنا إلا أن نهنئ السيد الرئيس بالثقة ولا نشك أنه أهلا لها.
