لذلك ( سنواصل الطريق )

لذلك ( سنواصل الطريق )
شارك

يزيد منديل

و أنا شارد الذهن، استحضرت تاريخ الحزب وكيف كنت ألاحظ الرفاق وهم يسردون بكل حماس وفخر واعتزاز وحنين لأمجاد الماضي أيام « علي يعته وعبد السلام بورقية وعزيز بلال وليفي شمعون وعبد المجيد الذويب وتطول اللائحة »  كيف كانوا يشعرون بالدفء العائلي وسط الحزب،  وكيف كانوا عائلة متماسكة لا يمكن أن يفرط في جزء من الكل، فكيف وصل الحزب بتاريخه العتيد إلى ما هو عليه اليوم ؟

و أنا أتمعن في الوقائع، توقفت عند مقارنة واقع اليوم،  بما يشبه أمرنا بتاريخ الأندلس؟ أليس الأندلس مصدر فخر لتاريخنا، فكيف غفلوا حكامها على سقوطها ؟

في تأمل هذا السرد التاريخي، وجدت تشابها بيننا وبين أهلنا القدامى، لم تسقط الأندلس في يوم واحد بل بقيت تسقط على امتداد أربعة قرون كاملة.

نحن الآن نعلم أنها كانت تسقط، ولكن أهلها لم يكونوا يعلمون أنها ستضيع للأبد. فهل سينظر إلينا جيل المناضلين القادم بملل وشفقة لأن حزبنا يضيع منذ سنوات ونحن لا ندري، تميد بنا الأرض ولا نراها تميد، كما كانت تميد بأهل الأندلس وظنوها ثابتة.

يقال إن الثور  الناجي من مصارعة الثيران الإسبانية لا يعاد إلى الحلبة مرة أخرى، لأن الثور ذو ذاكرة قوية ولأنه سريع التعلم، ومن شروط الثيران التي ترسل إلى حلبة المصارعة أن تكون بلا ذاكرة وأن ترى ما ترى للمرة الأولى، فلا تعرف كيف تواجهه،  ومن تم يسهل استدراجها وإرباكها ثم قتلها .

فالذاكرة درع وطوق النجاة.

لنفهم العبر، ونستخلص الدروس من التاريخ، لذلك « سنواصل الطريق » من أجل « مصالحة تاريخية شاملة ».

السر في عمل التغيير يكمن في أن تركز طاقتك ليس في محاربة القديم بل في بناء شيء جديد – سقراط

الحزب يحتفل ب 78سنة من تأسيسه،  وأجمل مبادرة يمكن التضحية من أجلها لتكريم إرثنا التاريخي هو  » لَمُّ شمل العائلة، عبر مصالحة وطنية نواكبها بنقد ذاتي وجماعي »

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *