الانهيار التام للتقدم والاشتراكية بسطات (وطوي الكتاب)

الانهيار التام للتقدم والاشتراكية بسطات (وطوي الكتاب)
شارك

المنظار

كان التقدم والاشتراكية، قوة سياسية صاعدة بإقليم سطات، سنوات التسعين، بفضل نواته الصلبة المكونة أساسا من الشباب وتواجد مناضليه في كل المحطات النضالية، مع عاملات وعمال المنطقة الصناعية كريستال ستراس ومعمل إنتاج السجادات وله حضور وسط الجماهير، حين تحرك أحد لوبيات العقار في حي مانيا مطالبا الساكنة بتأدية واجبات تفويت عقاراتهم التي كانت محفظة باسم المعمر مانيا، ومساندة الباعة المتجولين إلى أن استفادوا من سوق مبروكة.

وعلى مستوى التنسيق السياسي مع قوى الكتلة الديمقراطية، كان الحزب يحظى بالريادة والاحترام، بل كان رؤساء المجالس المتعاقبة ينصتون ويتبنون اقتراحات الحزب، والتي كانت مبنية في تحاليلها على الموضوعية، وهو الأمر الذي جلب التقدير للمناضلين الذين لم تكن لهم تطلعات سوى المساهمة في تطور المدينة، وعلى مستوى الندوات والمحاضرات استضافت سطات الراحلين عبد المجيد الذويب ونبيل بنعبد الله وسفير دولة فلسطين وتنظيم ندوة علمية فلاحية حول الأمن الغذائي بمساهمة خبراء ومعنيين بقضايا الفلاحة ومن مستوى رفيع.

أمام هذا الزخم النضالي كان هناك من يتحين الفرصة، لإحكام القبضة على التنظيم وإثارة الأحقاد بين الرفاق، هذا الاتجاه الذي كان يدعي الدفع بالشباب إلى الواجهة، ويحارب الأطر الوافدة على الحزب من القطاعات الاجتماعية، بدأت نزعته العدوانية تتجلى في رغبته التمكن من إعلام الحزب، بعدما غدت الصفحة الأسبوعية لبيان اليوم، تعرف انتشارا واسعا وتأثيرا بينا في الإقليم.

كان لا بد من تحريف هذا الاتجاه الجماهيري، ليتحول فيما بعد إلى، معركة اختير في إحدى محطاتها، التخلص من الشباب الذين بنوا الحزب، هذا التخلص الذي جاء على مراحل، كان الهدف منها، الانفراد بالتنظيم لاستقطاب عناصر يمينية ومنحها التزكية للترشح باسم الحزب.

اليوم اكتمل هذا المسار، الذي اختار التخلص من الشباب بعد صراعات قوية كانت لها تداعيات، أدت في نهاية المطاف إلى انهيار الحزب كأوراق الخريف.

ففي الوقت الذي كان فيه الحزب متواجدا بأولاد بوزيري و جماعة الثوالت والبروج ومزاب وله مكانته قوية بالمدينة وخاصة الأحياء الشعبية كحي سيدي عبدالكريم التي حصل فيها الحزب في الانتخابات الجزئية يوم تم تقديم مناضل نشأ وترعرع في الحزب (عبدالرزاق زاكي) حصد 2200صوتا، وبعد إقصاء الشباب حصل الحزب في انتخابات 8 شتنبر بنفس الحي وبالكاد فقط 22 صوت.

كان الأمين العام يصم آذانه كما فعل سابقه على مخاوف الرفاق، ولم يتخذ المكتب السياسي القرارات الملائمة، لإنقاذ الوضع.

اليوم حان وقت الحساب، وعلى من تعود المسؤولية السياسية والتنظيمية لهذا الاندحار.

وبالعودة إلى النتائج الأولية لانتخاب أعضاء المجلس الإقليمي بسطات، يوم الثلاثاء، نجدها مليئة بالدروس والخلاصات، فلقد تقدمت ستة لوائح للتباري على 23 مقعدا، منها 8 مقاعد مخصصة للنساء، حيث عادت الرتبة الأولى لحزب الاستقلال ب 6 مقاعد تلتها 5 مقاعد للأصالة والمعاصر، ونفسها للاتحاد الاشتراكي، في حين لم يجد التقدم والاشتراكية من مخرج سوى التقدم بلائحة بدون انتماء سياسي ضمت في شراكتها( حزب التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والحركة الديمقراطية الاجتماعية ) فرد عن كل حزب في حين فاز الاتحاد الدستور بثلاثة مقاعد والتجمع الوطني للأحرار بمقعد واحد.

إن نتائج الانتخابات الجماعية والبرلمانية، تقطع الشك باليقين وتؤكد على أن التدبير البروقراطي واللاديمقراطي للتقدم والاشتراكية بسطات، ما كان له سوى أن يعطي هذه النتيجة، والتي كانت كل المؤشرات الميدانية تؤكدها.

إن الخيارات الشعبوية التي تحكمت في مفاصل التنظيم قد دبت على الأخضر واليابس.

لقد كان التعنت الأعمى في وجه الشباب يزايد عليهم بالرغبة الذاتية في التقدم في المراتب الأمامية في اللائحة، وهو المنحى الذي لم يكن يرضى عليه الشباب المتشبع بقيم الديمقراطية، وعدم المساومة، والذي أثبت سعيه إلى ايجاد توافقات لم يقبل بها مول الحزب فتركوا له الجمل بما حمل وكانت الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة.

التاريخ وحده له القدرة على الكشف على نوايا من يدعون النضال، هذا التاريخ بالذات، يسجل الناس من خلاله وقائعه وأحداثه، كل التراكمات وبالتالي يصلون لاستنتاج الحقائق التي كانت تغلفها الشعارات الكاذبة والقبعات المستعارة ، لتأثيث الأوهام، التي تعرت ببلاغتها الفضائحية، في واضحة النهار.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *