النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام تدشن شراكتها مع الدورة 33 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء
فؤاد الجعيدي
دون تردد، تجاوبت النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، مع دعوة الشراكة التي وجهتها اللجنة المنظمة، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، لدورة 33 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي المقام خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 30 من شهر أكتوبر الجاري تحت شعار ( المسرح والتأقلم ).
اللافت للنظر، في هذه الدورة أنها جاءت بالصيغتين، عن بعد وعن قرب، ولم تمنع الظروف المنظمين من خوض هذا التحدي، في زمن جائحة الوباء اللعين، الذي كاد في وقت من الأوقات أن يعصف بحياة الناس، لكن الرغبة العنيدة في الاستمرار فيها هي العنوان الكبير لهذا الملتقى الدولي.
رغبة المنظمين للمهرجان، وقع اختيارها على النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، لتفعيل المتابعة والتغطية الصحافية لفعاليات الدورة، لكن إقبال النقابة كان له أكثر من مبرر، والذي ترجمته بهذا الحضور الوازن للمواقع المنضوية تحت لوائها..
فإذا كان المنظمون يراهنون على تجاوز مفهوم وظائف الجامعة في تلقين العلوم والمعارف، بالقاعات والمدرجات للطلبة، والاشتغال على البحث العلمي، فلها رغبة أخرى في الانفتاح على الجمهور الوطني والدولي لتبادل الخبرات والتجارب بين الشعوب من القارات الخمسة، وتثمين الروابط الإنسانية والترويج لقيم التسامح والتعايش بين الناس والقبول بالآخر باختلافاته الاثنية والعرقية والثقافية، بالتلاقي في المشترك الإنساني، وما تنتجه الشعوب من تعابير فنية اختير لها المسرح باعتباره أسمى وأعرق الفنون، التي عرفتها الحضارات القديمة في تمثلها للكون وفي رؤيتها للعالم..
وإن النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، تستحضر في وظائفها الانشغال بالناس في حياتهم المادية، ومتطلباتهم الروحية من المعرفة والثقافة والفرجة، لذلك كان هذا الحضور الوازن الذي شهدته قاعة عبد الله العروي، وما انتشر أمام منصتها من كاميرات ومن ميكروفونات تحمل علامات المنابر والمواقع الإعلامية، لتنصع من موادها الحدث الكبير الذي تعيشه مدينة الدار البيضاء وهي تستقبل فرقا مسرحية من العديد من بقاع العالم.
إن الإعلام ليس فقط لبناء جسور التواصل، وتسليط الأضواء على مكونات هذا المشروع الثقافي، بل هو شاهد وموثق للأحداث بالصور والصوت، ليصنع من هذه اللحظات ذاكرة ليحتفظ بها للأجيال القادمة.
وسيعمل على نقل الفرجة، ونقل التكريم كما فعل في الندوة الصحافية التي نظمتها اللجنة العليا للمهرجان، ومن خلالها كان البوح الجميل، بتفاصيل المعاناة التي واكبت هذا الحدث، في سياق ظروف خاصة حدت من حرية الناس في التنقل، إلى الفضاءات الحية التي تمارس فيها الفرجة المسرحية، وتحكمت في المنظمين لأن يختاروا لها شعارا قويا ( المسرح والتأقلم )بغرض أن يدرك العالم أن المسرح، عموما والمسرح الجامعي على الخصوص، له القدرة على النهوض والتقدم، والسير قدما لمواجهة الحاضر والمستقبل، بشكل أفضل. كما يرى المنظمون.
وهنا تكمن التقاطعات مع النقابة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من هذه الهموم التي نحملها جميعا، لكننا داخل النقابة الأم الاتحاد المغربي للشغل نحملها في قلوبنا، والتي ظلت تتابع عن كتب، أوضاع العمال وكيف عصفت الجائحة بمصادر القوت اليومي لهم، وخلفت في صفوفهم آلاف الضحايا حيث كان الوباء، يحصد يوميا عشرات الأجراء في مواقع العمل في مشاهد درامية ظل الطب عاجزا في تفسيرها ومنعدم الإمكانيات في احتوائها، إلى أن طلت على الناس بوادر الأمل في اللقاحات التي لم يستقر لها حال اليوم، وإن عملت على التخفيف من هول هذه المصائب.
كل النقاشات التي ستعرفها أيام هذا المهرجان الدولي، لا شك ستنتج فائض قيمة في أشكال المواجهة والصمود وستمنحنا أنفاسا جديدة لنحيا ونستمر.