أعز ما يطلب

أعز ما يطلب
شارك

 بقلم المحامي هيأة مكناس والمحكم الدولي ورئيس لجنة المنزاعات والشؤون القانونية في جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان الدكتور سيدي محمد الحامدي.

 

على درب الشرف الذي يعاند مكر التاريخ ،  ماذا عساني أقول أمام كل ما يسيج كل المساحات، بالحيف الذي يطال مهنة شريفة تخصصت مذ كانت في إحقاق الحقوق، وفي البحث عن كل مداخل الإنصاف تمثيلا للعدل الذي كان ولا يزال أساس الملك. بماذا أبدأ قولي في خضم بحر لجي يغشاه موج من الظلم، والذي يكشر عن أنيابه ليخلع الوقار عن مهنة تشكل معصم الحقوق، والتي طالما انخرطت بيقين في كل المحطات الدقيقة في تاريخ هذه الأمة العصماء، حاملة ومحملة بنبل الرسالة دحضا للظلم و نسفا لكل ما يسيء لكرامة الأدمية .

   لقد اختلطت علينا الأمور، وتداخل الحابل بالنابل في بوثقة الشبهة التي خرقت سفينة مهنة الشرف، إذ مهما ارتفع صوتي صادحا أخرقتها لتغرق أهلها، أجدني أتحرك حيص بيص على بضع خطوات تجبرت مخلة بواجب الوقار إزاء مهنة الشرف العظيم .

     لعمري وأنا عن مهنة المحاماة أحدثكم، متسلح بتاريخ طويل من الملاحم التي خاضها السلف، من أساتذتنا الكبار انتصارا منهم لأنفسهم ولغيرهم وللوطن وبالشموخ في أبرز تجلياته .

    ترى ماذا وقع حتى أضحت ترسانة التبخيس التي طالت جل البناءات الرمزية، تبلغ مبلغ استهداف المهنة العلياء ذات الرسالة الغراء في زمن الانزياحات الرعناء ؟

   ماذا وقع حتى أضحت الأيادي الخفية، بتهور مستفيض تستهدف أصحاب البذلة السوداء على حين غرة، وكأننا في لحظة انحراف التاريخ على أشلاء ماض مثخن بالبطولات صونا للمكتسبات، ودفاعا عن قضايا الوطن وعن الأسئلة الكبرى التي تقض مضجع المنتظم الأممي بثبات وعلو كعب ومن دون من ولا مساومة ولا ابتزاز ؟

    كيف لا وهنا وهناك وهنالك أمثلة كثيرة  تتكرر في المكان والزمن حبلى بالاستهداف البغيض من دون أدنى مراعاة لقدسية الرسالة التي تؤديها المحاماة كشريك رسمي للقضاء في إنتاج الحقيقة القضائية وتحقيق الأمن القانوني والقضائي على قاعدة إحقاق الحقوق  نسف الادعاءات، حتى أن صون قدسية قرينة البراءة التي شكلت ولا تزال مرجعية من مرجعيات المحاماة أضحت تنتهك بألم المهنة التي اخترقت تحت دواعي ما يحصل من انحرافات مثيرة للقلق التاريخي.

   لقد كانت مهنة المحاماة تاريخيا، وعبر حسن الثبات في أحلك محطات الزمن الموبوء بالانفلات، وسام شرف الوطن عبر ما يقدمه ذوي البذلة السوداء ، من خدمات جليلة لصالح منظومة الحقوق، والتي يزينها بياض ثائر على استئساد الحلكة ولسان حاله يصرخ مهما اشتد الليل حتما سينبلج فجر الحق لتستنشق المهنة نسيم الشموخ، كما دائما رغم هذه الردة التي ترخي بظلالها على مهنة الشرف الشريف و العفة العفيفة في زمن التخاذل و التبخيس .

   وحسبي أنه، مهما اشتدت الأزمة ستنفرج، إذ عبر تلاحم الشرفاء من داخل عرين المهنة سيعود الشموخ إلى ملء كل البياضات واقفا سدا منيعا يصد كل الانتهاكات الجسيمة التي تهورت وقررت العزم على مواصلة التبخيس في اتجاه تسفيه الشرف متناسية أن زئير الأسود قمين بإرباك كل ضجيج يحاول تخريب جدوة الشامخين في كنف مهنة الدفاع .

     لا ولن، وألف مرة لن، تقبل المهنة الغراء و الدفاع المعطاء أي مساس بشرف المنتسبين إلى عرينها مهما اشتدت وطأة البطش البئيس . ولا غرو أن أجيالا أخرى من شباب المهنة أخذوا المشعل وضاء منيرا يغتال كل ظلام كئيب بنور مسترسل وثيق شامخين من بين الأنامل الذهبية للرعيل الذهبي المؤسس، مدافعين بشهامة وتذمم عن شرف المهنة التي ستظل أيقونة المهن درء للمفاسد وفي مقدمتها انتهاك حرمة الممارسات و الممارسين لمهنة الشرف، وجلبا للمصالح التي لن تتأتى سوى بصون الوقار حيال المزاولين وبنسف كل المحاولات المغرضة التي تستهدفنا و حتما لن تستطيع معنا صبرا .

   ونافلة القول تحية الشموخ محملا بألف باقة ورد بالأحمر ناصعا و بالأخضر من سندس و استبرق بلون الوطن .

    تحية الوقار الجليل في زمن الاعتداءات الفجة على شظايا تاريخ حافل بالملاحم والبطولات، تحية المجد لكل الحناجر التواقة إلى التحرر والانعتاق من براثين الاستهداف وفي مقدمتهم حماة الوقار السادة الرؤساء والنقباء وزميلاتي وزملائي  في عرين جمعية هيئات المحامين بالمغرب، وفي مختلف الهيئات التي ما فتئت تحاجج بالبينة والبرهان لصالح حقوق المنتمين، ولنا في بيان برشيد وبيانات أخرى سابقة ولاحقة ما يجعل الأمل وضاء نحو كرامة فيحاء، وعلى خطاها فيدرالية جمعيات المحامين الشباب التي قررت أن تنتفض دفاعا عن قدسية المهنة مصدرة بيانا يزيح الكربة وينشر دفئ التلاحم ويثبت بوصلة الأمان وإنا معهم من الرافضين حقا و صدقا لأي مساس بمهنة الشرفاء ، و هم و نحن على رحاب قوله سبحانه:  »  و من المؤمنين رجال  صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه  منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا  » صدق الله العظيم .

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *