العمال وحدهم من يستشعرون معنى العزاء
فؤاد الجعيدي
حل مصاب جلل بالأمين العام للاتحاد المغربي للشغل السيد الميلودي المخارق..
وعبر مختلف قنوات التواصل الاجتماعي، تقاطرت التعازي منذ أن انتشر الخبر المحزن، في فقدانه لأخيه الأكبر الجيلالي مخارق، هذا التضامن الواسع لا تعرفه سوى الطبقة العاملة المخلصة والمؤمنة بثوابت التضامن في الصراء والضراء.
إن هذه القيم الإنسانية الأصيلة، متجذرة عبر التاريخ الطويل، بين صناع الخيرات والثورات، والتي حافظ عليها الاتحاد المغربي للشغل وعمل على تأصيلها في النضال العمالي.
لقد ظل الأمين العام في العديد من المحطات، يربط الأواصر الإنسانية بين الأخوات والإخوة العاملات والعمال في مختلف الوحدات الإنتاجية على الصعيد الوطني والجهوي والإقليمي والمحلي.
ميزة الرجل داخل هذه المنظمة العتيدة، أنه لا يكاد يخطئ أسماء المناضلات والمناضلين، من كل الاتحادات الجهوية والمحلية من طنجة إلى الكويرة.. وفي كل اللقاءات الوطنية يأخذ أوقاتا طويلة لتبادل العناق وعبارات الود والمحبة مع العاملات والعمال، وينشغل في أخذ الصور التذكارية..
إن هذه الدروس التي لا نجدها سوى في مدرسة الاتحاد وفي ممارسة مناضلية ماذا لو عمت وصارت سلوكا معتادا في توطيد العلاقات الإنسانية بين الناس؟ أكيد أن هذه العلاقات لن تكون بالبؤس السائد بيننا اليوم، بما يطبعها من توترات ونزاعات تتحكم فيها الأنانيات الجوفاء.
في حالة الأمين العام، رغم أن اللحظة منشؤها حزن الفراق وأسى الرحيل الأبدي لشقيقه ، فقد كانت مناسبة لتعبير كل المناضلين، عن أطيب ما في الناس من تقاسم للحظات الحزن لتبديد قساوته والتغلب على مخلفاته في نفوس محيط أسرة الهالك.