دروس وخلاصات في الأخلاق من محنة الزلزال
فؤاد الجعيدي
في تعليماته السامية، أكد عاهل البلاد محمد السادس، على أن كل الإجراءات التي تم إقرارها لمواجهة مخلفات الزلزال أن تتم في إطار احترام كرامة الساكنة، وعاداتهم وأعرافهم وتراثهم.
من هذه المنطلقات تجري كل العمليات التي تشرف عليها مؤسسات الدولة عسكرية ومدنية، وأيضا المبادرات التي تقوم بها جمعيات المجتمع المدني.
وقد أعطت صورا رائعة وضربت أمثالا لصور التضامن من مختلف أنحاء الوطن بدون استثناء.
لكن في خضم هذا الشعور الوطني العارم، تسللت بعض مظاهر النشاز التي لا تمت بأي صلة للمورث الإنساني المغربي الأصيل، حيث برز هواة الروايات الزائفة والأخبار المغلوطة، بحثا في خدع الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفبركة ما يسئ لكل دروس هذه الملحة التي يصنعها المغاربة الأحرار، كما ظهر أناس بأنفسهم مرض، بحثا في المتاجرة بثمار التضامن، لكنهم وجدوا السلطات الأمنية والقضائية بالمرصاد لمتابعة كل من ثبت تورطه في هذا المسعى الخبيث.
لكن وبعيدا عن كل تهويل لهذه الممارسات المحدودة، فإنها لم ترق للخدش في الصورة العامة لكل المظاهرة الإيجابية للتضامن الوطني، حيث أناس بسطاء ضربوا أروع الأمثال في مشاهد متعددة وفضلوا أن يثيرون على أنفسهم ولو بهم خصاصة.
إننا اليوم في أمس الحاجة لاسترداد هذا التراث الأخلاقي الذي عرف به المغاربة وبه تميزوا ووجب علينا، رصد مظاهره المتعددة وأن نجعل منه مادة للتدريس في مؤسسات التعليمية.