القمة العربية والتشويش الإعلامي

القمة العربية والتشويش الإعلامي
شارك

فؤاد الجعيدي

الظرف الذي تنعقد فيه القمة العربية بالجزائر، أتى في سياق ظروف دولية موسومة بمزيد من التوترات التي لازالت أوكرانيا مسرحا لها،  وتداعيات الأزمة على جل اقتصاديات بلدان العالم حيث وصل بها التضخم إلى مستويات قياسية إلى جانب تداعيات تهديد الأمن الغذائي لكل الشعوب.

في خضم كل هذا راهنت الجزائر على لم شمل الشعوب العربية، واحتواء التجاذبات بين الأنظمة العربية، لكن أن تبتدئ هذه القمة ولم يقو فيها النظام الجزائري على ايجاد توافقات شجاعة ترنو إلى رأب الصدع، وتتوجه إلى المستقبل المشترك بين بلدان العالم العربي من الخليج إلى المحيط، تلك هي المعضلة..

كان فقط يكفي النظام الجزائري أن يساير المنتظم الدولي في التعاطي الايجابي مع قضية الوحدة الترابية لجيرانه وأن ينخرط في المساعي الحميدة لتذويب الخلافات المفتعلة حول قضية الصحراء المغربية وأن لا يظل يناور في الاتجاه المعاكس.

فمن يريد لم الشمل، لم يكن عليه أن يصد الباب أمام بعض المبادرات للأشقاء العرب والهادفة إلى صناعة صلح تاريخي بين الجارتين.

فقبل كل هذا تعددت المبادرات المغربية في السعي لحمل الجزائر على إعادة روابطها بالدولة المغربية، لكن النهج الذي ظلت الجزائر وفية له هو وفتح جبهة العداء ضد المصالح المغربية كلما سمحت لها مناوراتها بذلك.

وبالرغم من استقبال ترابها لقمة عربية، اختارت المناورة وتكليف إعلامها بمهام التشويش وتزيف الحقائق والمواقف، وإصرارها على تصريف العداء البين للدولة المغربية.

ولعل التاريخ، سيتذكر للجزائر أنها لم تستثمر الفرصة سياسيا لإصلاح الأعطاب التي عمرت طويلا وهي أدرى من غيرها بأنها ظلت تدافع عن باطل على مدى عقود وصب النار على زيت، لكنها خلف هذه المواقف حافظت وعن قناعة على منطق الأرض المحروقة التي لا تبقي ولا تذر.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *