أحياء منطقة ليساسفة تختنق
تعرف منطقة ليساسفة، ارتفاعا في درجات التلوث جراء الغازات المنبعثة عن عوادم السيارات، والمركبات خاصة تلك المتهالكة منها،لكن أخطر الغازات المنبعثة هي تلك التي تنبعث من الوحدات الصناعية.
وأصبح مشكل التلوث المتزايد بمنطقة ليساسفة – خاصة رياض الراحة والأمانة 2 ودوار المهدي ودوار مول الزيتونة – يقلق ساكنة هذه الأحياء، مما يثير تخوفات من الإصابة بأمراض تنفسية خاصة في صفوف الأطفال وكبار السن.
وتحضرنا هنا وحدة صناعية تتركز بين أربعة أحياء في منطقة سكنية محاطة بدوار المهدي من الشرق و من الغرب دوار مول الزيتونة والأمانة 2 من الشمال الشرقي و رياض الراحة الأكثر تضرر من الجهة الجنوبية، فالوحدة الصناعية وظيفتها تتجلى في صناعة الفلين الأبيض ( الفرشي)، فتنبعث من خلال فوهات المداخن غازات خانقة وذات روائح يصعب على الجهاز التنفسي تحملها، وهنا تطرح مشاكل صحية عدة تتمثل في حساسية العين والأنف وحساسية الجلد والربو…
كما أن الغازات المنبعثة من هذه الوحدة الصناعية تخلف حمم ذات لون داكن، وإن صادفت جلد الإنسان مباشرة يتورم، وإن لامست زجاج النوافذ والملابس الموضوعة في المناشير هنا يصعب التخلص منها، إن ساكنة هذه المناطق معاناتها ليست فقط بيئية متعلقة بالصحة، بل تتعداها لتوث من توع آخر مرتبط بالتلوث السمعي، فهناك محركات تشتغل ليلا نهارا وتصدر أصوات تزعج راحة الساكنة على الدوام، مما يجعل الساكنة تختنق بالتلوث والضجيج معا، تدفع الساكنة لجعل نوافذها مغلقة دائما خوفا من الغازات والرائحة المرافقة لها.
هنا يطرح سؤال من رخص لهذه الوحدة الصناعية وسط حي سكني، فهنا لدينا خرق كبير لتصميم التنطيق الذي ينظم توسع المدينة ويحدد وظيفة كل نطاق على حدة بين مناطق صناعية وأخرى سكنية…، أين دور الفاعلين في مجال التعمير من وكالة حضرية وجماعة محلية و…و…؟ أين ضمير الإنسانية لصاحب هذه الوحدة الصناعية ؟ أين التوصيات التي تنص على الحفاظ البيئة وتبني مشاريع التنمية المستدامة؟ أين التوجهات الكبرى التي دعا إليها النموذج التنموي؟
