تحت سمائك يا أفريقيتي تولد قناعات جديدة
فؤاد الجعيدي
السنة التي ودعناها، كانت مليئة بالدروس والعبر لأعداء وخصوم وحدتنا الترابية..
ولم يعد من باب التجني أن توضع خريطة الوطن مجزؤه، كما كان يشتهي المتعطشون للحروب والفتن، ومصدرو أزماتهم الداخلية إلى العمق المغربي..
جامعة الدول العربية اعتمدت على نشر خريطة العالم العربي وبشكل رسمي وتضمنت خريطة بلادنا من حدودها الممتدة من طنجة إلى الكويرة.
الموقع الرسمي للاتحاد الافريقي لكرة القدم، هو الآخر أورد خريطة الدول الأعضاء في هذا الاتحاد الرياضي وبها خريطة المغرب كاملة غير منقوصة من شمالها إلى جنوبها..
لكن الجزائر لا زالت تناور كما جرت العادة في هذا النزاع المفتعل، ولم تستوعب المتغيرات الجيو سياسية بالمنطقة، ولم تتحل بما ينبغي أن يكون عليه الوضع في إفريقيا، التي ملت شعوبها وتعبت من المؤامرات التي كانت تقف وراءها الطغم العسكرية، التي لم تقو على النهوض بآمال شعوبها في الاستقرار والتنمية.
المغرب اختار الانخراط في توجهات استراتيجية، تقوم على التعاون المنتج للثروة بين العديد من الأنظمة، واختار أن تقوم علاقاته من منطلقات رابح رابح، بعد أن ظلت لسنوات تعيش استنزافا قويا لمقدراتها الوطنية، من الدول الإمبريالية التي سعت على مدى عقود، تغذية النزعات الطائفية والعرقية وعملت على تعميق مآسي الإنسان الإفريقي، في الوقت الذي ساهم فيه النهب المنظم على خلق رفاهية الشعوب الأوربية.
افريقيا الصاعد اليوم دخلت مرحلة البناء، وفي ظل هذه التوجهات اختار المغرب، نقل خبراته واستثماراته لهذا العمق الإفريقي والذي لم يعد في وقتنا الراهن مستعدا لمزيد من النزاعات وتعطيل مسلسل التنمية التي تعني بالنهوض بالإنسان والمجال على حد سواء.