كرونا مسيرة القلق والأمل في غد أفضل
بقلم : عبدالحق الفكاك
هل لسوء الطالع على ما يبدو أنه ستبقى هذه الكتل الضبابية من المعلومات غير المؤكدة حول جائحة كورونا تحجب عنا رؤية المستقبل رغم اختراع عشرات اللقاحات المضادة ؟
ام ترانا قد فقدنا البوصلة، و لم نعد ندري الى اين نتجه خاصة مع انتشار أخبار مفزعة تحدث عن تحور هذا الفيروس اللعين إلى أنواعا جديدة من الكورونا ؟
اليس ظهور هذه الانواع القاتلة من الاسلحة البيولوجية إيذانا بانتصار الغطرسة والأنانية على الإنسانية بما يفيد بداية النهاية.. نهاية ما حققه الإنسان من رفاهية و تقدم ؟
ألم تكف صور المأساة والدمار التي تناقلتها وسائل الإعلام لعقود طويلة من الزمن ، بل إن العشرية التي نودعها تكاد توحي بأننا فعلا أمام نهاية سريعة لوجود الكائن البشري ؟
قد يكون الخبر الجيد هو ان التلقيح الاصطناعي المنتظر هو الحل الممكن لعودة الحياة تدريجيا إلى سابق عهدها.. لكن تنامي الأخبار السيئة وسرعة انتشارها بين الناس ، تجعل من الصعب تجنبها ، حيث فقدان المناعة الجماعية للمجتمع ، و بالتالي الانزلاق نحو الهاوية ؟
علينا أن نلتمس العذر للناس خاصة البسطاء منهم و الذين يجدون أنفسهم في حيرة كبيرة امام الكم الهائل من الاخبار السلبية التي يتم ترويجها عبر منصات التواصل الاجتماعي في غياب حملات توعوية مكثفة تقطع الطريق على كل تشويش مقصود ؟
طبعا ، لازال هناك من يؤمن بأن ما يحصل الآن من انحراف خطير ، قد لا يعدو سوى كبوة مؤقتة ، سيستعيد بعدها الإنسان قيادة العالم باسم العلم والحضارة نحو غد أفضل ؟
قد تكون كورونا قد ازاحت الستار عن واقع منظومتنا الصحية عالميا ، بحيث أن التاريخ سيذكر لا محالة أن الكثير من الدول – سواء المتقدمة منها أو المنتمية للعالم الثالث – قد وجدت نفسها بحاجة ماسة إلى مزيد من المستشفيات والمعدات الطبية .
ولولا الطريقة التي تعاملت بها سلطات حكومات العالم حيث اللجوء إلى الضوابط الاحترازية واعتماد الإجراءات الصارمة بدءا من الحجر الصحي وانتهاء بالتزام قواعد السلامة الصحية ، لكانت النتائج كارثية .
ورغم ذلك ، فإن الناس قد يشعرون بفقدان حريتهم من يوم لآخر، وهذا ما يجعلهم اليوم وقد اشيع خبر اقتناء اللقاح يتطلعون بعد هذه البشرى الى فجر جديد تشرق معه شمس الأمل وعودة الحياة بهامش أكبر من الحرية. .