بورطري رجل يعتقل الزمن
فؤاد الجعيدي
دائما يحتمي بالصمت خلف نظارتيه الطبيتين، قمحي البشرة، اسمه فؤاد الترابي شاب في مقتبل العمر قليل الكلام، لكن في كل المحطات واللحظات تراه يتأبط كاميراه من نوع نيكون، التي لا تفارقه، وتراه وقد عقد معها عشقا لا يضاهى، وكيف يحافظ على مواصفات إمساكها باحترافية، يد اليمنى تقبض بقوة معقوفة على آلة التصوير وبيسراه يتحسس العلاقات ما بين الضوء والصورة وزوايا التقاطها.
ما لم أخبركم عنه في هذا الشاب، إنه يوقف لحظات الزمن ويعمل على اعتقالها الأبدي، في الواقع ليست لنا سلطة على توقيف الزمن بكل تحولاته، لكن آلة التصوير لها هذه القدرة وهذا الجبروت على توثيق السكون الأبدي..
حدث مع الأخ الترابي أن كان حاضرا معنا، وبالمناسبة هو من مناضلي النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، له حضور دائم في كل الأنشطة، يلتقط التفاصيل والزوايا ويقدم تراثا غنيا عن الأنشطة التي يقوم بها دون انقطاع المكتب الوطني..
لكن حدث وأن انشغل بالتقاط صورة جماعية لفريق النقابة في لقائه مع المدير الإقليمي للتواصل بالدار البيضاء، وحين كتبت مقالا عاتبني عتابا جميلا، على عدم حضوره في الصورة وهو الحاضر على الدوام.
قلت له الغائب الحاضر فينا دوما هو من التقط الصورة، وقررت أن أعتذر له برسم هذا البورطري عنه بكل المحبة التي هو أهلا له، صديقي ورفيقي فؤاد الترابي الذي له معي شراكة في الاسم الشخصي.