دردشة أخوية افتراضية مع رئيس الحكومة

المنظار: تلقينا رسالة من السيد يونس فنيش مفتوحة للسيد رئيس الحكومة، يشكو فيها تظلما قضى بتوقيفه من أسلاك رجال السلطة وهو خريج فوج 31 يمارس اليوم الكتابة والبحث، لكنه ينتظر الانصاف ورد الاعتبار.

نتمنى أن تأخذ هذه الرسالة على محمل الجد، وأن لا يكون الانتصار فيه نهاية المطاف إلا للحق.

لا أظن أننا اليوم ما زالنا نحتاج إلى التزلف والتذلل، من غير احترام صادق حقيقي، على أبواب المنازل والمكاتب كشرط لاسترجاع الحق كما كان عليه الحال في ما مضى، في زمن بائد… فأنا على كل حال لا أستطيع، لأن عزة النفس تمنعني من ذلك بكل صراحة، ولكن لا يمكن طبعا أن يشكل ذلك عائقا أو مبررا اليوم لمنعي من استرجاع حقوقي، فماذا علي فعله اليوم من أجل طلب حقي الذي أردته في سبيل مصلحة الوطن أولا و قبل كل شيء، طيلة 20 سنة من التماس الإنصاف ورد الاعتبار من حكومات متتالية؟

بعد الظلم الذي اقترفه في حقي الثنائي الشرقي الضريس وإدريس جطو اللذان لم أحسم بعد في شأن مسامحتهما لما يحين موعد الحكم والحساب الأخير للبشر عند الله، ها أنا ذا أحاول اليوم مجددا استرجاع حقي ولكني كسائر الناس وبطبيعة الحال لا أريده مقرونا بشروط التملق والتزلف و التذلل و هي شروط لا يقبلها الله لعباده، و لا سيما و أننا نعيش في بلد الشرف و الشرفاء.

أرجو أن تنصفني لأن ذلك من اختصاصك كرئيس للحكومة ولأن لابد وأنك على علم بملفي، حتى لا نختصم أمام الله يوم الحساب، ((يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)). فهل إنصاف صغير بالنسبة لك يطرح لك مشكلة؟ لا طبعا. إذن لا شيء يمنعك من إعمال الإنصاف ورد الاعتبار لصالح رجل أعزل ضعيف بريء أراد فقط الخير لبلده، وطنه، وكلنا ضعفاء أمام حكم الله عز و جل في علاه.
رجاء، أبدع في الجواب واستجب، وسجل موعدا فارقا مع التاريخ يحتسب لك في ميزان حسناتك إن شاء الله، فما أحوجنا لجواب يستجيب لمطلب محاربة الرشوة وتشجيع النزهاء الأكفاء وإنصاف المظلومين وكفانا تجاهلا أكل عليه الدهر وشرب. إن استجابتك ستجعلك كبيرا عند الله وتجاهلك، لا قدر الله، كما عهدته مع حكومات سابقة، لن ينفع في شيء لأنك آنذاك ستصبح سببا، لا قدر الله، في استمرار مأساة طال أمدها كثيرا بلا أدنى سبب معقول.

و »المعقول » شعار حزبك، أليس كذلك؟ لا شك أبدا أنك تعلم أنني لا أخون العهد أبدا وأنني رجل شرف وفيت بالقسم الذي أديته حقا وحقيقة و بصدق. أنا أعرف ذلك لأنك رئيس الحكومة ولأن لديك جميع الوسائل للتأكد من ذلك، كما لديك كل وسائل الردع والمتابعة والتتبع والمراقبة، و جميع وسائل الإنصاف ورد الاعتبار أيضا. أنتظر جوابك. مع كل الاحترام الذي يليق بمنصبك كرئيس منتخب للحكومة. وأعتذر على الصراحة مجددا.

 وشكرا مسبقا على سعة صدرك وعلى استجابتك الإنسانية لمطلبي.

يونس فنيش.

1 فبراير 2022