لتعتذر الفتاة
يونس فنيش
18 فبراير 2022
التمست من الحكومة الإنصاف ثم قلت: أنا إنسان
وعم الهم والبلاء فانتقد الناس الرئيس بالتبيان
اشتد التفقير و الهوان بالغلاء و ارتفاع المكوس
و انتشرت فوضى الأوامر فقيل ارحل يا رئيس؛
فهبت فتاة من عمق تشريق فقالت « اصمتوا يا كلاب!
أو انبحوا، فالقافلة تمر و لا تبالي بعواء الكلاب ».
وعد الرئيس بتربية الناس، فهل ربى فتاة حزبه
أم أن الشتائم حلال مباح على صحبه و تجمعه؟
فهل جاءكم حديث من قال أنتم مداويخ ولم يعتذر؟
و هل شاهدتم ذاك الذي لا يطيق مناقشة ولا تقرير؟
كرامة الإنسان خط أحمر، إنه من بني آدم عليه السلام،
من أين جاءت فتاة الركاكة؟و هل تعرف معنى السلام؟
أهي فلسفة تربية قوامها سب وشتم الشعب الأبي،
أم هو زمان الوصل بماض مرير ما أتى به النبي الأمي؟
لا تشبهي الإنسان بالحيوان فما لك في الدنيا سوى فتات،
لا عبث بكرامة الإنسانية جمعاء، عودي لرشدك يا فتاة.
لا أدعي نظم شعر شجاع، فأنا أخاف ككل إنسان..
و لأن لدي أسرة وعائلة ألتزم الصبر وكل شيء فان،
لا أريد إثارة غضب قوي و رحم الله من عرف قدره،
و إذ ألتمس الإنصاف ورد الاعتبار فليس من أجل الجاه.
يا رئيس، لا تغضب إن اشتد غضب من أهينت كرامتهم
ولا تحزن إن غضب منك الناس، فواجبك إرضاءهم،
وإن تأملت في خلق الله لن تفرح سوى بفتح الأبواب
ولن تسعد إلا بسعادة الناس وبالدعاء المستجاب
تقبل النصيحة من بسيط فالقوة ليست في التعنت؛
أعان الله الجميع وحفظ الله الوطن. ولتعتذر الفتاة.