حمضي، الطبيب والخبير والباحث في النظم الصحية يقدم مداخل العودة إلى الحياة الطبيعية

حمضي، الطبيب والخبير والباحث في النظم الصحية يقدم مداخل العودة  إلى الحياة الطبيعية
شارك

أبو عثمان

.

أعتقد  بأنه علينا أن نهيئ ونستعد للعودة للحياة لطبيعية في الأيام والاسابيع المقبلة بشكل آمن، على غرار كل دول العالم التي نجحت في التلقيح مبكرا وبشكل واسع. فمجهودات بلادنا وتضحياتها ونجاحها في تدبير الأزمة الصحية ونجاحها الكبير  في عملية التلقيح، يجب استثمار كل ذلك  بشكل إيجابي لإطلاق دينامية اجتماعية وتعافي اقتصادي سريعين.

وهكذا بناء على المحددات الوبائية والعلمية المفصلة في آخر الورقة، يمكن اقتراح:

1-ابتداء من بداية شهر مارس المقبل : الشروع في تخفيف القيود الصحية مثل تخفيف الإجراءات بالنسبة للأسفار الدولية وكذا إلغاء إجبارية وضع الكمامات بالأماكن المفتوحة، والسماح التدريجي بالتجمعات الكبرى بالأماكن المفتوحة.

2-ابتداء من الأسبوع الثالث من شهر مارس: إلغاء إجبارية الكمامات بالأماكن المغلقة ذات التهوية، والسماح بالعودة التدريجية للأنشطة الكبرى في الأماكن المفتوحة والأماكن المغلقة على حد سواء، بما في دلك صلاة التراويح خلال شهر رمضان، وكذا الحفلات والتجمعات والجنائز والملاعب.

3-الإستمرار في التوصية  بقوة بالنسبة للأشخاص المسنين وذوي الهشاشة ولو كانوا ملقحين بتجنب الأماكن المغلقة والتجمعات الكبرى ما أمكن، وحمل الكمامة واحترام التباعد عند الاضطرار  للتواجد بهذه الأماكن. والتوصية بالتقيد بهذه التدابير كذلك بالنسبة للأشخاص المحيطين بهذه الفئات الهشة او المشتغلين معهم او المتواجدين معهم في نفس المكان.

4-الحماية ستصبح فردية عوض الحماية الجماعية. المواطن الملقح يعتبر  محميا وغير الملقح يبقى فير  محمي ويتحمل مسؤولية اختياره. كل مواطن أمامه وسائل الحماية من تلقيح وكمامة وتباعد وتطهير اليدين وتجنب الإزدحام … ومن مسؤوليته الفردية، ومسؤوليته وحده ، اختيار باقة وسائل الحماية ودرجة الحماية التي يريد توفيرها لنفسه، وتوفيرها للمحيطين به من اشخاص من ذوي الهشاشة البالغة الذين لا تتجاوب مناعتهم الضعيفة مع اللقاحات بشكل جيد.

5-بالنسبة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من الاستفادة من التلقيح لأسباب طبية سيكون عليهم مضاعفة مجهوداتهم وحذرهم والتزامهم بوسائل الحماية وخصوصا المسنين من ذوي الهشاشة.

6-الأطفال الصغار أقل من 11 سنة والذين سيشكلون الضحايا العَرَضيين للإصابات بالفيروس أكثر وأكثر بعد الرفع او التخفيف من الإجراءات الفردية والجماعية بسبب عدم تلقيحهم. منهم الأطفال ذوي  الهشاشة الصحية والمناعية، وهؤلاء يجب فتح باب تلقيحهم وحث وتشجيع اسرهم على ذلك. وكذلك إصابة الأطفال الأصحاء، مع ما للإصابة بالفيروس من احتمالات منها الالتهابات العامة لما بعد كوفيد، وكوفيد طويل الأمد، وما لا نعرفه عن مخلفات الفيروس على المدى البعيد، لذلك نقترح فتح إمكانية التلقيح بحرية كاملة أمام أسر هذه الشريحة العمرية التي تفضل الحصانة اللقاحية على خطر العدوى.

7-بالنسبة للمنظومة الصحية: آن الأوان لأن تعود لأدوارها الطبيعية المنوطة بها، للتكفل بكافة الامراض والبرامج الصحية الأخرى، وتدارك التأخير الذي طال عددا من التدخلات الطبية بسبب الجائحة.

8-رجوع الأطر الطبية والتمريضية والسلطات المحلية الموزعة على مراكز التلقيح لأعمالها الأصلية، وتخصيص مراكز قارة محددة بأوقات مخصصة لمواصلة هذه المهمة.

 9-التنبيه  باستمرار  الإصابات الجديدة وكذا الخطرة والوفيات بكل تأكيد وسط غير الملقحين، خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، بل لسنوات طويلة أخرى. فالجائحة ستنتهي ولكن الفيروس سيبقى متربصا. لكن هذه الحالات الخطرة لن تكون بالكثرة التي تهدد الصحة العامة ولا المنظومة الصحية. لذلك يجب ان تعود المستشفيات والمصحات لعملها المعتاد دون أجنحة خاصة بكوفيد، وتعيين مصلحة كوفيد وأسرة إنعاش كوفيد بجناح واحد داخل مستشفى واحد بكل جهة  مي تظل  باقي المستشفيات متحررة من إكراهات كوفيد. كما

10-سيبقى التلقيح والجرعة الثالثة او جرعة التذكير مستقبلا هي الحماية الأساسية والفعالة ضد خطر الإصابات الحرجة والوفيات، بالنسبة للفئات الهشة، لسنوات طوال.  والاستفادة من هذه الجرعة اليوم سيمكننا جميعا من العودة للحياة الطبيعية بفضل الحماية اللقاحية دون جثث مواطنين ترددوا في التلقيح.

 أما  المحددات الوبائية والعلمية للمرحلة المقبلة فيمكن عرضها كالتالي :

*تمتع ساكنة هذه الدول بمناعة لقاحية مهمة من جهة، وبالتمنيع ولو النسبي بسبب الإصابة بأوميكرون التي همت أكثر من نصف المجتمعات، مما يؤمن مناعة سكانية تحمي المنظومة الصحية وتقلل من الحالات الخطرة والوفيات اليومية.

*استفادة الأشخاص فوق 60 سنة وأصحاب الأمراض المزمنة من الجرعة الثالثة بشكل واسع جدا (في المغرب يجب استكمال حماية هذه الفئات باستعجال لحمايتها).

*انخفاض مستوى تفشي الفيروس المتوقع خلال فصلي الربيع والصيف المقبلين بفضل الحياة أكثر في الأماكن المفتوحة وتهوية الأماكن المغلقة وتوقع عدم عودته للنشاط حتى فصل الشتاء المقبل لكن بشكل لا يؤثر  بصفة  كبيرة  على مجمل الحياة العامة.

*احتمال ظهور متحور جديد وارد جدا، لكن احتمال أن يكون هذا المتحور أكثر خطورة من أوميكرون يبقى ضعيفا ان لم يكن منعدما.

*تراجع دور الإجراءات الوقائية الفردية ومن كمامات وتباعد في حماية الصحة العامة، بالنظر لقدرة أوميكرون الهائلة على التفشي، مع احتفاظها بأهميتها في الحماية الفردية للفئات الهشة والى حد ما في خفض احتمال ظهور الطفرات والمتحورات. إضافة لعدم التزام عدد كبير من المغاربة بها منذ مدة طويلة.  وخطر الإصابات الحرجة والوفاة يبقى محدقا أساسا بالأشخاص غير الملقحين بشكل كامل من بين من يزيد عمرهم عن الستين وأصحاب الأمراض المزمنة، بينما لن تشكل تلك الحالات الحرجة بينهم خطورة على المنظومة الصحية

**الطيب حمضي. طبيب، وباحث في السياسات والنظم الصحية

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *