الاخبار المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، هل تقف خلفها مؤسسات؟!

الاخبار المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، هل تقف خلفها مؤسسات؟!
شارك

عبد العزيز شبراط

azizchebrat@gmail.com

تابعت وما زلت أتابع بشكل دقيق ومتواصل، الازمة الروسية الاوكرانية على مجموعة من المنصات الاعلامية، والقنوات الفضائية، وأيضا على مجموعة من منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأس ذلك فايسبوك وتويتر، ووقفت على حقيقة كنت أظنها مهترئة ومهتزة وغير حقيقية، ولكن هذه الازمة الروسية الاوكرانية أثبتت لي صدقها وحقيقتها، وهو ما فرض علي اليوم أن أدلي برأيي بشأنها خدمة للصالح العام، بقدر ما يتطلبه مني ذلك بحكم اهتمامي ومشاركتي في الاعلام الرقمي ، سواء عبر جريدة المنظار أو غيرها من المواقع العربية التي أكتب فيها.

لم يعد الاعلام كما عرفناه في بداياتنا الأولى قبل ظهور الاعلام الرقمي ولا منصات التواصل الاجتماعي، فالإعلام اليوم أصبح يعتمد بالأساس على الكسب قبل الرسالة، وأصبح كل من يتوفر على هاتف ذكي يجعل من نفسه صحفيا أو صانع أخبار، فاختلط الحابل بالنابل وضاع الاعلام وضاعت الصحافة، ولعل النسبة المرتفعة من الأمية والجهالة ببلادنا، وحتى في غير بلادنا وخصوصا بالعالم العربي، جعلت من الكثير من الجهلة والأميين يتصدرون منصات التواصل الاجتماعي وذلك باختلاق الاخبار وترويجها، فقط من أجل اكتساب المال والحصول على الشهرة وتصدير التفاهة وتضليل الرأي العام.

وقفنا جميعا على التحيز المكشوف لكل القنوات الفضائية أو الجرائد الورقية، والتي عوض اتخاذ موقف الحياد ونقل الاخبار بموضوعية، فضلت الانحياز في معظمها على الاقل 90% منها الى الغرب، حيث تصف الازمة بالغزو الروسي على أوكرانيا، بينما المطلوب أن لا تتخذ رأيا وتظل محايدة وتصف ذلك بالأزمة الروسية الاوكرانية، كما اعتمد ذلك الاعلام الرسمي ببلادنا وخصوصا قنوات SNRT التي اختارت الحديث عن ذلك بوصفها أزمة وليس غير ذلك، وقفنا أيضا على موقف تويتر وفايسبوك اللذان كانا منحازين الى الغرب وحجبا كل الاخبار أو الهاشتاكات التي تدعم روسيا، حتى GOOGLE لم تتخذ موقف الانحياز وفضلت منطق البيع والشراء على حساب مصداقية الخبر!

وأسوق هنا مثالا لفهم ما أقول، فإذا قام شخص ما مثلا بالبحث في GOOGLE على القيادة الروسية، أو حول الحرب الواقعة بين روسيا وأوكرانيا فإن الصفحات الأولى، لن تعطيك سوى الرأي الغربي، وعليك ان تمر الى العشرين صفحة أو أكثر لتجد ربما رأيا مغايرا، وهذا أمر معروف لدى GOOGLE فهو شركة عملاقة همها الاساس هو الربح، وبالتالي فمن يدفع أكثر هو من يطلع في الصفحات العشرين الأولى، واهم من يعتقد أن البحث على منصة GOOGLE بريء، الأمر ذاته يقع عند تويتر وفايسبوك، وهذا الأمر عشته أنا أيضا ولاحظته بشكل واضح، حيث كل التدوينات التي نشرتها بشكل حيادي حول هذه الازمة، سواء على فايسبوك أو على تويتر كانت تتعطل ولا تظهر عند الاصدقاء والمتابعين إلا بنسبة قليلة جدا قد لا تتجاوز 0;02% .

أما الأخبار التضليلية فتحظى بنسبة عالية، وقد لاحظت ذلك بشأن الاخبار المنشورة على معظم المواقع والمنصات الالكترونية، وكيف انتشرت بسرعة فائقة، خصوصا ما تعلق بالجانب الاوكراني، وحده ايلون موسك الذي نشر تدوينة أكد فيها أنه يرفض حجب الخدمات الاعلامية الروسية على شبكة أقماره الاصطناعية(ستارلنك) الا تحت تهديد السلاح، وعندما نشرت هذه التدوينة على فايسبوك تم حجبها ولم يشاهدها أحد على امتداد أكثر من ثلاث ساعات وهو أمر غير مفهوم!

بعد هذا التقديم العام أريد أن أعود إلى ما يقع ببلادنا، الكل يجمع اليوم على أن ما يقع على وسائل التواصل الاجتماعي، يعج بالفوضى والأخبار الزائفة والتضليل، ولكن مع الأسف السلطات المعنية لا تقوم بالدور اللازم والمفترض فيها للوقوف في وجه كل الاخبار المضللة أو التفاهات، التي يقف خلفها الأميون والجهلة، نعلم كما يعلم الجميع، أن هذه المنصات التواصلية تقف خلفها شركات عملاقة، وهمها الأساس هو الربح المالي، وبالتالي فإنها تعمل على نشر التفاهة والخرافة،لأنها تعلم جيدا أن ذلك سيمكنها من الحصول على عدد  أكبر من المشاركين، وهم ما يعني مال أكثر !

لكن الأمر الغريب في كل هذا، فلا وزارة الثقافة ولا وزارة الاتصال ولا المجلس الوطني للاعلام، يتدخلون لوقف هذا الظلم الجائر في حق المتلقي!

من يصنع إذن الرأي العام الوطني؟! هل هم صناع التفاهة والأخبار المضللة أم الصحفيين النزيهين ؟!

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *