بلا عنوان
نوراليقين بن سليمان
ابتسم المكي لما سمع، ذات مساء، أن الدولة ستدعم الفلاحين بالشعير المسمى ب « الرويزة » للتغلب على ما فعله الجفاف بالزرع والضرع. في اليوم الموالي سأل المكي أهل القرية عما التقطت أذنه، بعضهم أكد له ما سمع وآخرون أخبروه بأن لا علم لهم بما يقول. بعد يومين، أكدت له ابنته المتزوجة بمراكش صحة الخبر.
منذ ذلك الحين، أصبح المكي يتردد كل أسبوع على القيادة لكي يستفسر في الأمر. وفي كل مرة ، يزور السوق الأسبوعي ،كان يسأل لمقدم الذي يلقبونه ب » عفاكم » عن الشعير المدعم هل وصل أم لا ؟ وكان جواب لمقدم هو: » لا ما زال أبا المكي » .من شدة طرح نفس السؤال على المقدم أصبح هذا الأخير يسبق المكي و يجيبه قبل السؤال ب : « وابا المكي …راه مازال..مازال ». في آخر زيارة للسوق، رأى لمقدم المكي فناداه . بعد تبادل السلام قال له : با المكي، لا تتعب نفسك بالمجيء كل مرة للقيادة .عندما تصل كمية الشعير المدعم ( رويزة) المخصصة للجماعة ستخبر بذلك أنت الأول.
صدق المكي كلام « عفاكم » وبعد ثلاثة أيام جاء لمقدم للدوار فأخبر السكان الذين تجمهروا حوله بالآتي: » عفاكم اعطوني وذنيكم واسمعو الله يجازيكم ،رويزة موجودة، الدولة غاديا تعطي خنشة من 80 كيلو لكل عائلة .الثمن هو 2 دراهم للكيلو و ثمن النقل 7 دراهم للواحد،و ولد الهاشمية هو لي مكلف باش يجمع من عندكم لفلوس و فوطو كوبي ديال لكارت .السلام عليكم و الحاضر يخبر الغايب » .
وسط ضوضاء و تعاليق انسحب لمقدم . أحدهم التفت للمكي و قال ضاحكا: شحال تسنيتي أبا المكي و شحال سولتي و خسرتي لفلوس باش في الآخر يعطويك خنشة ب 33ميات ريات و ربعيريال…
« الله يكون في عون لمخزن ،اللهم خنشة وحدة تساعد في العلف لمدة أسبوع أو لا شيء ».قالها ولد الهاشمية الذي كلف بجمع المساهمات للحصول على كيس واحد من حبوب تشبه الشعير.
علم عبد الرفيع إبن الدوار ،المهاجر، بالأمر فكتب تغريدة وصف فيها عملية جمع المساهمات للحصول على كيس شعير مدعم ب : »مبروك على تبرعات الفلاحين الفقراء لدعم الدولة المسكينة بمناسبة الجفاف ».