جهة الشرق .. التساقطات المطرية الأخيرة تنعش آمال الفلاحين
المنظار الدين الهيري مكتب وجدة
كان للتساقطات المطرية الأخيرة بجهة الشرق، الأثر الإيجابي في نفوس الفلاحين حيث أنعشت آمالهم بإنقاذ الموسم الفلاحي الحالي، بعد قلة الأمطار خلال فصل الشتاء.
وبالرغم من تسجيل معدل تساقطات مطرية أدنى من مستوياته المعتادة، فإن الأمطار الأخيرة ساهمت في بعث الروح من جديد في المساحات الخضراء بالحقول خاصة في شمال الجهة بعدما تحولت إلى مناظر قاحلة في عز فصل الشتاء.
وبحسب المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق، فقد بلغ المعدل التراكمي للتساقطات المطرية المسجلة على مستوى الجهة حتى الثامن من أبريل الجاري، 127,2 ملم، مقابل 146,1 ملم خلال نفس الفترة من السنة الماضية؛ وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 44 في المئة مقارنة بالموسم العادي.
فقد سجلت الأقاليم الشمالية للجهة، خاصة بركان والناظور والدريوش، أعلى معدل تراكمي لهطول الأمطار بلغ 150 ملم، مقابل 120 ملم في وجدة – أنجاد، و60 ملم في كل من جرادة وتاوريرت وجرسيف، ثم 25 ملم فقط في إقليم فكيك.
وفي منطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية بإقليم بركان، عاينت القناة التلفزية الإخبارية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، التحسن الذي سجلته بعض المحاصيل الزراعية التي استفادت بشكل خاص من التساقطات المطرية الأخيرة، خاصة حقول الحبوب وبعض المزروعات كالبطاطس والشمندر السكري، فضلا عن تأثيرها الإيجابي على الأشجار المغروسة والغطاء النباتي.
وأوضحت رئيسة مصلحة الإرشاد والتنظيمات المهنية بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، حفيظة العلام، أن التساقطات المطرية المهمة التي سجلت في شهري مارس وأبريل من السنة الجارية، كان لها أثر في إعادة الأمل للفلاحين، في تمكنهم من تحسين إنتاجية العديد من السلاسل، مثل الحوامض؛ خاصة كليمنتين بركان المعروف، والذي يوجد حاليا في مرحلة التزهير.
وأكدت في تصريح لـ (M24) أن الأمر نفسه ينطبق على الخضروات، ولاسيما البطاطس والفاصوليا والبازلاء، بالإضافة إلى الشمندر السكري الذي قد يعرف تحسنا كبيرا من حيث الإنتاج والجودة.
وأضافت السيدة العلام أن من بين سلاسل الأشجار التي قد تسجل مردودية إيجابية، هناك الزعرور الفاكهة المتواجدة بكثرة في وادي زكزل (إقليم بركان) والتي توجد حاليا في مرحلة النضج، بالإضافة إلى أشجار العنب واللوز والزيتون، مشيرة إلى تأثير التساقطات المطرية الأخيرة على تحسن الغطاء النباتي وخاصة المراعي.
وأشارت إلى أن “الزراعات الربيعية ستشهد نموا قويا سواء من حيث الكمية أو الجودة، لأن هذه التساقطات المطرية جاءت في الوقت المناسب، تزامنا مع فترة استخدام الأسمدة وعمليات إزالة الأعشاب الضارة”.
وفي تصريحات استقتها (M24)، عبر فلاحون في مناطق زراعية محيطة بإقليم بركان، عن تفاؤلهم بهذه التساقطات المطرية الأخيرة التي أعادت الأمل للموسم الفلاحي.
كما طالبوا المؤسسات المعنية بتقديم المزيد من الدعم للفلاحين خاصة فيما يتعلق باقتناء الأسمدة والمدخلات الزراعية، مؤكدين على ضرورة تضافر الجهود لإنجاح الموسم الفلاحي لفائدة الفلاحين والمستهلكين وتنمية الجهة.
ومع ذلك، فإن التساقطات المطرية الأخيرة لا تعني أن الوضع الهيدرولوجي قد انتقل إلى اللون الأخضر. ففي 8 أبريل الجاري بلغت احتياطيات الحوض الهيدروليكي لمولوية 92,2 مليون متر مكعب؛ أي بمعدل ملء بنسبة 12,5 في المئة فقط، مقابل 36,5 بالمئة في نفس الفترة من السنة الماضية؛ وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 66 في المئة.
ويبلغ إجمالي المساحات المزروعة على مستوى الجهة 99 ألف و420 هكتار، مقابل 276 ألف و150 هكتار خلال الموسم الماضي؛ بانخفاض نسبته 64 في المائة، وذلك بسبب تأخر هطول الأمطار خلال فترة الحرث.
ويأمل الفلاحون بالجهة، أيضا، هطول أمطار معتدلة في فصل الربيع؛ مما سيعزز احتياطيات المياه السطحية والجوفية ويضمن تحقيق موسم فلاحي جيد.