بعد تمام الحزن

بعد تمام الحزن
شارك

المنظار ، من أم الدنيا الجمهورية العربية المصرية نكتسب الصديقة والشاعرة لبني حمادة، في قصائد شعرية، تبني سياقاتها من عوالم داخلية، لتقدم لنا معادلا موضوعيا، يعكس الذات العربية في انكساراتها الموجعة والمؤلمة، هذه هي المساهمة الثانية ونتمناها، أن تكون رفيقة دائما وأن تمكن قراءنا هنا في الجزء الغربي من العالم العربي لمتابعة قضايا الثقافة والفن في منطقة الشرق العربي.

 

لبنى حمادة/مصر

قبل الموعد المتفق عليه بوجبة واحدة و فنجان من القهوة

 كآخر عهدي مع الحزن

يغدو القلب أوسع و الاستسلام أيسر

لا داع للقلق من وهن أطرافي البيضاء.

و لا خوف من أن تتعثر، قطتي بدمعاتي المترامية في زوايا الغرفة

فالأشباح قد استكانت فيً بلا أرق  

الآن، يمكنني التحدث مع الجدران

و عقد صفقات مشبوهة مع الجحيم  لري الصبارة العطشى

يمكنني لمس السماء وأسر أرواح العابرين

فأنا الآن أتقن النحت في قلب الهواء.

أضيف لمعلقات العابرين..

بعد كمال الحزن، تمنح شهادات التخرج وتأشيرات المرور

أكتب بعبثية قلم حبر

أنا آخر الناجين من الحياة.

لا يعنيني كيف ما كان، كان..

يمكنني أن أعزف لحناً سوداوياً

و لن يسمعه أصحاب الجروح النازفة إلا وحي ملائكة

أو تراتيل أولين

سأبدو كآخر مسلة، شهدت تاريخ الإنسانية

على أرض تزهر بعد تجريف القلوب

و آخر نسخة من الإعجاز العظيم

الذي خبأه الدراويش عن الجاهلين

وواحدة من اللاتي اتبعن دينًا آخر غير دين النساء

كمن أخفت بقايا شهيق معتق لم يضربه اليأس

و لم يحن دوره في الاحتراق بالخيانة

كمن عاشت ترجو موتًا و ستموت رجوًا في حياة

بعد المرحلة الأخيرة من الحزن يغدو القلب أوسع

وكل شئ سهل مباح حتى النسيان.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *