المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في دورته 34 الهاجس الذي ظل مشتعلا في قلوب مثقفي البيضاء

المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في دورته 34 الهاجس الذي ظل مشتعلا في قلوب مثقفي البيضاء
شارك

 اللجنة الإعلامية

راهن منظمو المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، من خلال شعار الدورة 34، على تكسير أفق الانتظار الذي حدده الشعار المهرجان الذي تم التواصل به مع الصحافة والإعلام وكل فعاليات المهرجان وضيوفه، « إعادة خلق المسرح » فهل فعلا نحن في حاجة لإعادة خلق المسرح؟ وهل هناك من له الصلاحية والقدرة على إعادة خلق المسرح؟ ولماذا طرح هذا الإشكال الآن؟ كما يجدر الإشارة أن خلق المسرح جاء كترجمة للمعنى في الفرنسية لمصطلح réinventer le théâtre التي من الممكن أن نقابلها بالإحياء وإعادة الحياة بمعناها التفاعلي والتواصلي وتجديد الأدوار الطلائعية المرتبطة بالدراما عموما والمسرح على وجه التحديد، لذا فالشعار مقصود في بعده ومعناه وتأويله.

هذا ويتكامل شعار الدورة 34 مع التلقي البصري لملصقها الذي وظف إناء من نحاس له دلالات في بعض الثقافات كونه يمثل طقوسا وعادات، وهناك عصى صغيرة توحي ب »لبرغادي » الذي يذكرنا بزمن المسرح الكلاسيكي، والدقات المتسارعة والدقات الثلاث لتنطلق المسرحية، وهناك يدين توحيان أنهما يوظفان هذه الإيقونات لإحداث صوت يطلق دبدباته المعلنة عن استمرار المسرح في الزمان والمكان وأن صداه عابر للأزمنة.

جاء حدث الندوة الصحفية، وكان لها حضورا بهيا بفضاء إحدى فنادق الدار البيضاء، وذلك مساء يوم الخميس 14 يوليوز 2022، إذ طرح منجز الدورة 34، والتي ستقام من 23 إلى 28 يوليوز 2022، والذي حضرته فعاليات صحفية وإعلامية تمثل أهم المنابر الإعلامية ووسائط الصحافة والإعلام الأربع الإعلام السمعي والسمعي البصري والإعلام المكتوب والإعلام الإلكتروني، وكانت اللجنة المنظمة ممثلة بالأستاذ عبد القادر كنكاي رئيس المهرجان عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، و نائب السيد العميد وأحد مكونات اللجنة العليا للمهرجان، ذ.رشيد حضري، والمديرين الفنيين، فتاح الديوي مدير مسرح هانوفر بألمانيا، وهشام زين العابدين، تم ممثل اللجنة المنظمة، ذ. عبد المجيد ساداتي، والمسؤول الإعلامية عن المهرجان، ذ.أحمد طنيش.

صرح ذ.عبد القادر كنكاي، رئيس المهرجان، أن استمرارية المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، دليل حيوي أن الجامعة المغربية تواصل رسالتها على عدة واجهات لتكوين وتأطير الطلبة، وفي هذا الإطار ينخرط المسرح الجامعي، الذي يقدم معتاده المهرجاني بعروض مسرحية للطلبة من المعمور لتأسيس ديبلوماسية ثقافية موازية وتأسيس حوار الثقافات وتلاقح شبيبة العالم، كما أن هذه العروض تخرج للناس في الفضاءات العامة للتواصل مع الجمهور وإبلاغ رسالة طلبة مبدعين خريجي الجامعات عبر العالم، وإلى جانب العروض المسرحية هناك مناقشة هذه العروض المسرحية في حصة منتصف الليل نعتبرها ورشا تكوينيا مفتوحا، وانخراطا  في مختبر الفرق المسرحية وكيف أعدوا تصوراتهم وأحلامهم واستلهموا مخيالهم الفني، وبموازاة ذلك هناك ثماني محترفات تكوينية من تأطير متخصصين مغاربة وأجانب مفتوحة في وجه الطلبة وعموم الشباب وعشاق المسرح؛ إذ توظف نتائج المحترفات في تركيب فني يقدم في ختام المهرجان.

الجدير بالذكر أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، وعبر كل دوراته يقدم نفسه ومنجزه بخلفية وتأطير جامعي ينفتح فيه على الذات وعلى المحيط، وهنا تنخرط ضمن البرنامج الندوة العلمية التي ستناقش شعار الدورة  » إعادة خلق المسرح »، وستقام الدورة 34 حضوريا بنسبة 95% وبعض عروضه وفعالياته ستقام عن بعد، احتفاظا على المكتسب الذي  أسسته الدورات الثلاث الأخيرة في زمن كورونا والتي كان من حسناتها أثر التداول والإشعاع الدولي بشكل مباشر عبرالبث التقني.

كما أبرز ذ.عبد القادر كنكاي رئيس المهرجان أهمية المهرجان الدولي للمسرح كفضاء لمشاركة كل الدول والقارات استمرارا للتقليد الذي عملت اللجنة المنظمة على المحافظة عليه من خلال الدورات السابقة وكذا الأخيرة التي تم عقدها عن بعد، ومن تم أعلن رئيس المهرجان، أن هذه الدورة التي ستكون حضورية بمعدل 95% ستعرف مشاركة مكثفة من مختلف القارات من كل القارات: من آسيا، كوريا الجنوبية، والبنغلادش، وأندونسيا، من أوروبا ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، من إفريقيا الكاميرون، السنغال، من العالم العربي تونس، مصر، سلطنة عمان، من أمريكا الجنوبية الأرغواي والمكسيك، بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية والمغرب البلد المنظم ممثلا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، كلية العلوم بنمسيك، المدرسة العليا للتجارة والتدبير عين سبع وكلية الحقوق بمراكش.

كما سينفتح المهرجان على القطاع الاحترافي للمسرح خصوصا في جانبه الذي يؤمن بالبحث والتجريب؛ إذ سيقدم في حفل الافتتاح عمل مسرحي « سماء أخرى » لفرقة أكون من المغرب، وفي هذا الانفتاح سيتم تكريم فعالات مسرحية من المغرب، التي تم اخيارها لاعتبارات تندرج في تصور ومنهجية اللجنة العليا للمهرجان، وهم الفنانين المغاربة: عاجل عبد الإله ونجوم الزهرة، زينب الناجم، مصطفى خليلي، والمبدع الإيطالي فابيو أومودي المدير العام لأكاديمية الفنون وأكاديمية المسرح بروما، بالإضافة إلى عدة فقرات فنية وعلمية  يعتبرها المهرجان بمثابة تعبير عن حيوية الجامعة وهو دليل على أن الجامعة المغربية بخير وأنها فاعلة وفعالة وهو فرصة لتنمية الشباب وتأطيرهم وتكوينهم كما يعتبر فرصة لتقديم وتقدم البرنامج الثقافي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء التي ترافعت عنه عنه منذ تأسيها لصالح المحيط ولصالح بمدينة الدار البيضاء التي يحمل المهرجان اسمها لكي يزيد من إشعاع المدينة والبلد « المغرب » وليعطي فكرة عن الفضاء الثقافي المغربي الذي يعرف انفتاحا ودينامية في ضل ما يعرفه العالم من تغيرات في الآونة الأخيرة.

كما أعلن السيد العميد على أن هذه الدورة تنظم تحت شعار: « إعادة خلق المسرح » مشيرا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار ما خلفته جائحة كرونا من تغيير للمفاهيم وكذا تأثيرها البالغ على الممارسة الفنية بشكل عام بما في ذلك المسرح، لكن هذا الفن صمد في وجه المتغيرات والإكراهات عبر تاريخه وواجه كل التحولات وكانت استمراريته التي هي رمز حياته وحيويته..

أشار ذ.مجيد الساداتي، عضو اللجنة المنظمة، أن إعادة الخلق تقدم أيضا المسرح بحلة جديدة مضيفا أن التكنولوجيات الجديدة قد أتاحت للمبدعين المسرحيين إمكانيات غير محدودة لتطوير المسرح الجامعي، وكتلخيص فالمسرح الجامعي يرتكز على أربعة محاور: المحور الفني الذي فيه مسرحيات ثم المحور البيداغوجي الذي يشمل الورشات التكوينية، والمحور العلمي الذي يتضمن الندوة العلمية وأيضا المائدة المستديرة، إضافة محور الانفتاح ويضم التكريمات وتوقيع الكتب.

صرح السيد المدير الفني للمهرجان ذ. فتاح الديوري، أن شعار المهرجان سيخلق حركة من خلال السؤال الإشكالي « إعادة خلق » وبالخصوص الإبداع المسرحي في المسرح الجامعي نظرا لما يحمله هذا المسرح من قيم ومن رسائل عملية ظاهرة وخفية لغاية أن يجتمع العالم حول مسرح يوحدهم ويتم حينها إلغاء كل الحدود لكون الإبداع فوق الخشبة أمام جماهير طلابية حدث كوني وفعل روحي وحيوي.

تطرق ذ.هشام زين العابدين في تدخله الى أن خلق المسرح أو إعادة خلق المسرح هو إعادة لخلق الحياة ولنماذج إنسانية التي ارتكزت عليها أسس الإنسانية بصفة عامة مشيرا إلى أن هذه الدورة ستمثل هذا الأمر بحكم اختلاف العروض واختلاف المحترفات بالإضافة إلى مائدة مستديرة وكذلك ضيوف المهرجان.

تجدر الإشارة أن المديرين الفنيين (ذ.فتاح الديوري، وذ.هشام زين العابدين) يشتغلان على البرمجة طيلة السنة وينسقان عمل لجن الفرز واخيار عروض المهرجان، وهذا السنة فصلوا الأمر في 170 ملفا، أقترح عليهم، وتم اختيار 16 عرضا مسرحيا لها الشروط الفنية والتقنية وتتوافق مع الخط التحريري للمهرجان.

تكاملا مع البعد الفني والإبداعي وحتى الإشكالي الذي خلقه أفق إنتظار شعار المهرجان: « إعادة خلق المسرح » صرح المنسق العام الفني للمهرجان، وعضو اللجنة العليا، ذ.رشيد حضري، أنه يتبادر إلى الذهن من هذا الشعار أن الدورة ستخلق مسرحا بوجه آخر، لكنه ليس كذلك لأن كلمة الخلق تنسب إلى الخالق لكننا وظفنا « إعادة » ليصبح المعنى هو إعادة الخلق أي الإبداع.

أشار الصحفي والمسؤول الإعلامي للمهرجان الأستاذ أحمد طنيش إلى العلاقة الجدلية بين المسرح والفنون عامة والصحافة والإعلام على وجه الخصوص، وأعلن شكره للجنة المنظمة التي ستخصص محترفا من محترفاتها للصحافة الفنية والثقافية، للوقوف على مهمة المسؤول الإعلامي للفرق المسرحية، من تأطيره ليتبادل الخبرة من الفرق المسرحية المشاركة وباقي الفرق التي تود أن تنفتح على هذه المهمة التي تساهم في الإنتاج والإبداع المسرحي، وللإشارة ذ. أحمد طنيش يؤطر محترف الممارسة والمعرفة الصحفية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك إذ يستفيد الطلبة من التكوين الصحفي الذي يساعدهم على الانفتاح على سوق الشغل والإسهام في حركة فاعلة في الصحافة المغربية، وبالمناسبة فمكونات محترف الصحافة هم المنظمون لفعاليات الندوة الصحفية ومتتبعيها وتواصلها مع كل وسائط الإعلام.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *