أي دور الإعلام المستقل في الاستحقاقات القادمة؟
بقلم عبد الحق الفكاك
مع ما اقتراب موعد إجراء الانتخابات المقبلة، حتى بدأت تتشابه خطابات « :المتحزبين » إلى درجة قد يصعب معها تصنيف أصحابها لأي جهة ينتمون. وإن كان أكثرهم، يفضل في الأيام الأخيرة أن يحسب على المعارضة.
فالكل يتحدث بغضب واحتجاج بما يعطي انطباعا على عدم الرضا عن الأوضاع السائدة، وكأن من أنتج تلك الأوضاع جاء من خارج كوكب الأرض .
هي محاولات مفضوحة للإفلات من المسؤولية، والهروب إلى الأمام من قبل الكثيرين، لا يراد من ورائها سوى خلط الأوراق أمام المواطنين قصد استمالتهم وكسب أصواتهم.
بطبيعة الحال، يبقى من حق المواطن، معرفة الحقيقة الكاملة لما حددت خلال فترة الانتداب، ليس من خلال ما يتحدث به البعض في المقاهي، ولكن بفتح نقاش هادئ ومسؤول تحتضنه مقرات الهيئات السياسية بإشراف من متخصصين .
فالاستحقاقات عادة ما تشكل الفرصة المواتية، لتقييم تجربة أعضاء المجالس المنتخبة، لذلك من العار أن يتبادل هؤلاء التهم فيما بينهم للتنصل من مسؤولياتهم الانتدابية، بشكل يشْكَل على الناخبين معرفة الحق من الباطل .
ومن هنا تأتي أهمية وسائل الإعلام، بمختلف أنواعها في التعريف بالبرامج الانتخابية بما فيها المناظرات السياسية بين المرشحين والتي لها تأثير كبير في توجيه الرأي العام.
إن الحاجة إلى إعلام مستقل ومحايد، ضرورة تمليها تعقيدات التصويت التي تميز الانتخابات المرتقب تنظيمها، حيت يفترض ان يقوم المواطن باختيار ثلاثة مرشحين سيمثلونه بكل من الجماعة، الجهة والبرلمان، وهو ما يطرح إشكالية الأمية السياسية التي يعاني منها السواد الأعظم من الناس خاصة في العالم القروي؟