فدرالية اليسار ومسألة الاندماج: صدق النوايا لا تكفي
ذ. عبد الله عبد السلام بنان
هل الاندماج عملية حسابية؟ لقد حصل اندماج 2002 بين أربعة تنظيمات سياسية محسوبة على اليسار، فماذا كانت نتيجته: 1+ 1+1+1 يساوي 0,75 أو أدنى. راجعوا مؤشرات قوة الحزب خلال 20 سنة، في الانتخابات مثلا وغيرها.
هل الاندماج وبأي ثمن ضرورة إلى حد نفي ما تبقى من وجود اليسار الحزبي ومن كرامة اليساري واليسارية؟
على أي اندماج تبحثون اذا علمنا مقدمات هذه المغامرة التي ستعيد انتاج حركة جديدة، بعقليات زمن الحرب الباردة وآليات قديمة قدم المتحكمون في التنظيمات التي تنوي أو ترغب في عملية الاندماج؟
أظن أن سلخ الجلد وبشكل متكرر، صار ظاهرة مرضية، بل يسقط صاحبها بوعي أو بدونه في خدمة الخصوم الطبقيين وبثمن زهيد، على حساب مشروع اليسار المكبل ومنذ زمن.
كفى من إهدار الجهد والزمن.
فمن يريد الاندماج والآن فذلك حقه، لكن لا ترغموا رفاقكم ممن لا يريد الاندماج والآن، مسايرتكم في مشروعكم.
فلتجربوا إن استطعتم، فنصف كل حزب على الأقل سيصيبه الشلل، والنصف الآخر سيساير تجربة الاندماج بمسائلها الجديدة وبمشاكلها .. فتجربة مناضلي منظمة العمل الديمقراطي الشعبي في عملية الاندماج خير مثال.
مأساة …..
لكل اندماج شروطه التي وجب توفرها، وإلا صار وابلا، بل مهزلة من الصراعات التي لا تفضي إلى تحقيق النوايا المعلنة. فصدق النوايا لا يكفي، إن لم تصاحبها ثورة ثقافية داخل الأحزاب المعنية بالاندماج، تذوب اسوار سوء الفهم وتفتح أبواب حرية الرأي والتسامح.
لكل اندماج يراد له النجاح أناسه، وهنا مربط الفرس.