الانسان بين ماركس وجاكار.. وعي الذات في سياق اجتماعي..

الدكتور محمد حمزة أستاذ التعليم العالي
الإنسان ليس مجرد كائن بيولوجي بل كائن واعي بوجوده، يمتلك القدرة على التفكير في ذاته، وهي ميزة فريدة تميزه عن الكائنات الأخرى. فالمفكر الفرنسي البير جاكار لا يرى أن هذه الفرادة الإنسانية تُفهم بشكل فردي فقط، بل تتجلى داخل الجماعة، مستشهدًا بفكرة مركزية لدى ماركس: جوهر الإنسان لا يوجد في الفرد المعزول، بل في الجماعة. » وهذا يعكس رؤية جدلية ترى أن الوعي الذاتي، والقيم، والكرامة، تتبلور من خلال العلاقات الاجتماعية، وليس فقط من خلال التأمل الذاتي.
يربط جاكار بين قدرة الإنسان على تجاوز الطبيعة (أي ألا يكون أسيرًا لها) وبين ضرورة احترامه. هذا التجاوز هو ما يؤسس للحرية (كحرية الانعتاق من المحددات الطبيعية وللمساواة (كاعتراف متبادل بقدرة كل إنسان على تجاوز ذاته البيولوجية.
فالكائن البشري، حسب البير جاكار، ليس مجرد « نتيجة لجيناته » بل هو نتاج علاقة مع الآخرين ومع المجتمع.
يعتبر ألبير جاكار أن الإنسان كائن فريد بقدرته على إدراك وجوده، غير أن هذه القدرة لا تكتمل إلا في إطار الجماعة البشرية، انسجامًا مع الطرح الماركسي الذي يرى جوهر الإنسانية في العلاقات الاجتماعية. إن قدرة الإنسان على تجاوز معطياته الطبيعية هي ما يبرر احترامه، ويُفرز قيمتي المساواة والحرية كنتائج حتمية لهذا التجاوز.
البيولوجي الفرنسي البير جاكار كان يدعو دائما إلى العدالة، التضامن، ونبذ التمييز، حيث كان يعتبر أن الكرامة الإنسانية تنبع من كوننا كائنات قادرة على الانخراط في مشروع جماعي يعلو على الغرائز..