ماذا يخفي هذا الجدال السياسي؟

ماذا يخفي هذا الجدال السياسي؟
شارك

يونس وانعيمي

ماذا يحدث بين هشام لمهاجري وعزيز أخنوش، أو بالأحرى ماذا يحصل بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب التجمع الوطني للأحرار والحزبان اللذان يقودا مع الاستقلاليين التحالف الحكومي الحالي؟

أتساءل فقط لأن البرلماني هشام المهاجري والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس اللجنة النيابية المكلفة بالداخلية،  فجر قنبلة وسط عش الأغلبية الحكومية..

وقع الأمر خلال الجلسة العامة بمجلس النواب أثناء مناقشة الجزء الثاني من مشروع قانون المالية لسنة 2023.

لم يصدق الحاضرون للجلسة كيف خرج المهاجري عن تحفظه السياسي، باعتباره برلمانيا عن الأغلبية، ليطلق النار على رئيس الحكومة ويذكره بالاسم ويعلق عليه التهم..

أكثر من هذا، فقد كاد المهاجري أن يتهم عزيز أخنوش بإخفاء الثروة التي سأل عنها الملك محمد السادس ذات خطاب تاريخي (مقال للزميل مصطفى الفن).

الجميع انتبه لصدمة فوزي لقجع وزير المالية الفعلي وغير المنتمي لأي حزب سياسي، والذي أصيب بالذهول وسقط ما بيده من ورق ولم يصدق أن هذا الذي يتحدث أمامه ليس سوى قياديا في حزب حليف..

واختار أن يرد على المهاجري بهذا المضمون:

« فهمت كل المداخلات إلا مداخلة المهاجري.. وأتمنى ألا يكون هذا الذي قيل بإملاءات خارجية »..

كلمة « أتمنى » كررها لقجع مرتين..

اتهم المهاجري أخنوش وحكومته ومسؤولي وضع ميزانيتها بالتلصص بمصالح المغاربة وبالغباء في تدبير الاستثمار والتسيير الموازناتي, بل ولمح بتواطؤ الحكومة مع لوبيات زبونة في لهف الصفقات العمومية والاغتناء غير المشروع أمام تعنت الحكومة على وضع تصور سياسي واضح وعملي لتضريب الاغتناء غير المشروع وتضريب الثروات.

لكن، ولكي لا تنطلي علينا هذه المناورات والمزايدات التواصلية بين مكونات الأغلبية، وسط زوبعة الشارع وقت الأزمة، سأوضح ما يلي:

البرلماني لمهاجري لا يمكن أن يغرد خارج حزبه وأجهزته. ولن يغامر لا بمنصبه النيابي و لا الحزبي (في حالة عقابه حزبيا عن هذا النزوح) ولا برئاسته للجنة الداخلية ولا بمتابعيه على منصاته التواصلية لمجرد أنه شخص يحب الصراحة حيث لا صراحة مطلقة سوى في ردهات المحاكم وليس تحت قبة البرلمانات. أظن أن ما يقوم به السيد المهاجري هو بالضبط ما يريد حزب الأصالة والمعاصرة القيام به، لكن بمناولته لشخص يقوم بالمهمة. والمهمة هي الابتعاد التدريجي للبام عن تهمة الاشتباه في التورط السياسي مع رئيس حكومة سيكون عليه المغادرة قريبا تحت ضغط الشارع، الذي لا يتوقف القصر عن فحصه بمحراره وأجهزته.

المخزن لا يخيفه لا أخنوش ولا غيره لأنهم صنيع له، والبام ليس حزبا يريد أن يتحول لبارشوك سياسي حتى ولو كان حليفا للأحرار.

أزمة الشارع المغربي ستجعل هذه الأغلبية في كف عفريت…وستدخل في حروب داخلية بتصريحات وتصريحات مضادة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *