وجبة (صيكوك ) صراع بين الأساتذة الأدباء و الأميين.
حدو شعيب
تهجم بعض الأساتذة والأدباء المختصين في البحث والتنقيب على المصطلحات الثقافية الرائجة بين أوساط المجتمع الأمازيغي على أمي لا يفقه شيئا لا في العلم ولافي الثقافة الأمازيغية، إلا ما ورثه عن أجداده وتطبع عنه لسانه الذي صنفه في خانة الأمازيغ الذين ينطقون كلمة (صيكوك) المتوارثة عن محيطهم الأمازيغي والتي كانت ومازالت تستعمل بنفس المعنى ونفس المفهوم.
ولضعف الامكانيات اللغوية التواصلية في تاريخ الثقافة الأمازيغية اضطر (الأٌمٍي) المهاجم من طرف الأساتذة والأدباء لإقناعهم والدفاع عن أميته التي قد تكون في أغلب الاحيان على غير صواب. مستدلا بما توفر له من حجج ودلائل مرفقة بمقال توضيحي في الموضوع رغم لغته الأُمية التي لا تخلو من الأخطاء اللغوية والتعبير لضعف مستواه الدراسي وتلقينهم درسا بارعا في الادب كسلوك وأخلاق والأدب كثقافة وعلم وتواصل مستدلا بفقرة من كتاب الأدب لابن المعتز.
في العصر الجاهلي: لا يكاد الباحث يجد أي نص في العصر الجاهلي يستخدم كلمة «أدب»، وكل ما يجده هو لفظة «آدِب» بمعنى الداعي إلى الطعام، بعد الإسلام: يرد فعل «أدّب» بمعنى «هذَّب»، في حديث النبي محمد «أَدّبني ربي فأحسن تأديبي»، ويرى بعضهم أن معنىً تهذيبيًا خلقيًا كهذا ربما كان شائعًا في العصر الجاهلي، ولكن ليس ثمة نصوص تؤيد هذا الرأي. ويبدو أن المجاز قد ساعد في انتقال دلالة الكلمة من المعنى الحسي وهو الدعوة إلى الطعام إلى المعنى الذهني وهو الدعوة إلى المكارم. ويُداخل الكلمة في العصر الأموي، معنى جديد، إلى جانب معناها التهذيبي الخلقي هو المعنى التعليمي، فتستخدم في الإشارة إلى «المؤدِّبين» وهم نفر من المعلمين كانوا يلقنون أولاد الخلفاء الشعر والخُطب واللغة وأخبار العرب وأنسابهم وأيامهم في الجاهلية والإسلام. وقد استمر الجمع بين معنيي التهذيب والتعليم في العصر العباسي كما يلاحظ في كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع. و«باب الأدب» من «ديوان الحماسة» لأبي تمام، و«كتاب الأدب» لابن المعتز.