بدايات إلى موعد المنتهى
محمد اسماعيلي
ابدأ صباحك بمن تُحِب وبما تُحِب.. ليكون يومك كما تُحِب
ابدأ بالابتسامة الحلوة فهي لا تكلفك جهدا..
ابدأ بالوجه الصبوح فهو لا يحتاج لمساحيق..
ابدأ بالمعاملة الحسنة فهي لا تشترط إمكانيات..
ابدأ بالبساطة و التواضع فهما قمتا الأناقة..
والأناقة ليست بالمظهر الجذاب أو الفستان الشفاف أو العطر الثمين أو العقد النفيس أو المساحيق الكثيرة.. إنما الأناقة أن تملك قلبا نظيفا وعقلا كبيرا وفكرا ناصعا وأخلاقا فاضلة ومشاعر رقيقة وابتسامة لطيفة ولسانا حلوا وروحا جميلة..
وجمال الروح هو الجمال الحقيقي الذي يحبه الله الجميل.. وهو الجمال الذي يبقى متوهجا على الدوام ولا ينال منه الزمن أبدا ويستطيع حتى الأعمى أن يراه بينما قسمات الجسد كيف ما كانت مثيرة ومهما ارتدت من أزياء وتزينت بألوان وأصباغ وتقلدت بعقود فستذبل يوما لا محالة..
قد يروق جمال الجسد للعين لفترة ما.. أما جمال الروح فيسكن القلب حبيبا ويأخذ العقل حكمة ويأسر النفس طيبوبة دوما..
وقد يحتاج جمال الجسد للفضيلة ليرقى لكن جمال الروح هو الفضيلة بعينها..
أما أن تكون لك روح جميلة في جسد أنيق ونفس طيبة فتلك قمة الجمال والحسن والأناقة..
قد تقسو الحياة أحيانا.. لكن تُلَيِّنها الأخوة والصداقة والمحبة وصفاء النفوس..
كلنا راحلون مع فارق التوقيت..
فالحياة رحلة.. ومهما طالت أو قصرت نهايتها الرحيل..
لنتأمل أنفسنا طويلا.. ونتساءل ماذا قدمنا..؟؟ وماذا أخرنا. ؟؟
ماذا أعددنا للرحيل..؟؟
كم من ابتسامة وزعنا..؟؟
كم من حب وهبنا..؟؟
كم من أمل أحيينا..؟؟
كم من تضحيات قدمنا..؟؟
كم من إخلاص أعطينا..؟؟
كم من حديث أصدقنا..؟؟
كم من عهد وفينا..؟؟
كم من أمانة أدينا..؟؟ كم من واجب أتممنا..؟؟
كم من خير فعلنا..؟؟
وكم من مال أنفقنا..؟؟
ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ في أي لحظة ﻫﻲ ﺃهم ﺣﺪﺙ يقع ﻓﻲ مستقبل كل إنسان.. ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺪﺭﻙ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ، ولا نعرف ﻣﺘﻰ ﻭﻛﻴﻒ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ؟
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ قد ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻭﻳﺮﺟﻊ ، وقد يخرج في نزهة ويعود إلى البيت وقد ﻳﺬﻫﺐ ﻓﻲ رحلة ﻭﻳﻌﻮﺩ بعد حين.. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﻼ ﻋﻮﺩﺓ لهذه الدار..
فطوبى ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً، ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺎﺏ ﺃﺣﺪﺍً، ﻭﻻ ﻳﺠﺮﺡ ﺃﺣﺪﺍً، ولا يهين أحدا، ولا يحقر أحدا..
ﻓﻜﻠﻨﺎ ﺭﺍﺣﻠﻮﻥ ويبقى الأثر..