حول الانزلاقات التي شهدها حفل التميز بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة

حول الانزلاقات التي شهدها حفل التميز بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
شارك

ادريس السدراوي

رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان

تُعد جامعة ابن طفيل بالقنيطرة واحدة من أبرز مؤسسات التعليم العالي بالمغرب، حيث اضطلعت، على مدى سنوات، بدور محوري في تعزيز الوعي والمعرفة، وصناعة نخب أكاديمية مسؤولة، والمساهمة في رقي المجتمع المغربي من خلال البحث العلمي الجاد والانفتاح على قضايا الإنسان والتنمية.

وقد شهدت الجامعة، خصوصًا خلال فترة رئاسة الأستاذ الدكتور عز الدين الميداوي، دينامية استثنائية على مستوى البنية الجامعية، وتأهيل العرض البيداغوجي، وترسيخ ثقافة الجودة والمسؤولية، ما جعلها تحظى بثقة وطنية ودولية وتُصنف ضمن المؤسسات الجامعية النموذجية. وقد كان هذا المسار المشرف سببًا مباشرًا في تعيينه وزيرًا، وهو تكليف مستحق لرجل وطني وعالم مشهود له بالكفاءة.

لكن ما وقع مؤخرًا خلال حفل التميز داخل رحاب الجامعة، من مظاهر عبث وانفلات تتنافى مع أبسط مقومات الفعل الأكاديمي، لا يمكن أن يُفهم إلا باعتباره تراجعًا خطيرًا عن التقاليد الجامعية الأصيلة، وتفريطًا في القيم التي ناضلت من أجلها أجيال من الأساتذة والطلبة.

وإننا إذ نُحذر من محاولات تحويل الجامعة إلى فضاء للابتذال والميوعة، تحت شعارات فارغة من قبيل “الطالب يريد”، فإننا نؤكد أن الطالب الحقيقي هو من يطلب العلم، ويطالب بالكرامة، ويصون حرمة الجامعة باعتبارها فضاءً للارتقاء الفكري والقيمي، لا منصة للفوضى والتسطيح.

إن الجامعة ليست حلبة للانفلات أو وسيلة لتبييض السلوكيات المنحطة، بل هي مؤسسة لتخريج قادة المستقبل وحملة الفكر والتغيير الإيجابي، ولهذا فإن ما جرى يتطلب مساءلة جادة للمسؤولين عن التنظيم والتأطير، وفتح تحقيق شفاف يعيد للجامعة هيبتها واعتبارها.

كما نطالب وزارة التعليم العالي بحماية المؤسسات الجامعية من أي انزياح عن رسالتها النبيلة، وضمان احترام الضوابط الأخلاقية والتربوية داخلها، حفاظًا على سمعة التعليم العالي ببلادنا.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *