الجزائر تشوه سمعة المغاربة في إسبانيا..

احمد نور الدين:
محلل سياسي خبير في العلاقات الدولية
يقول علم الاجرام، ابحث عن المستفيد من الجريمة، تعرف مرتكبها والمستفيد الأكبر من تأليب الرأي العام الإسباني ضد المغاربة، وتشويه سمعتهم والتحريض ضدهم، هو النظام العسكري الجزائري الذي بعد أن حاول الابتزاز بالنفط والغاز والصفقات التجارية وتجميد معاهدة الشراكة والتعاون، ولم يفلح في تغيير الموقف الإسباني من مغربية الصحراء..
عاد النظام العسكري الجزائري ليستجدي تطبيع العلاقات مع إسبانيا رغم انه أقسم بأغلظ الأيمان ألا تعود العلاقات بين الجزائر ومدريد إلا بأحد امرين: اما مغادرة بيدرو سانشيز للحكومة، واما سحب الدعم الاسباني للموقف المغربي في قضية الصحراء.
وها هو نظام جنرالات النفط والغاز، بعد هزيمته وفشله في تغيير الموقف الاسباني، يرسل وزيره الاول ويستجدي، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ويمكنكم الرجوع الى مقطع الفيديو على الشبكة، والذي يستجدي فيه الوزير الأول الجزائري رئيس وزراء اسبانيا لزيارة الجزائر!! ولا عجب، فكل ذل وكل انبطاح وكل تمريغ لأنف الجزائر في الوحل يهون في سبيل هدم وحدة المغرب وتفتيت اراضيه..
نعم الجريمة تشير الى النظام العسكري الجزائري لأنه الوحيد الذي يربد دق الاسفين في العلاقات بين الرباط ومدريد..
وحده النظام العسكري الجزائري من يزعجه التقارب بين الرباط ومدريد، وحده النظام العسكري الجزائري من يريد إفساد عرس مونديال 2030، وحده النظام العسكري الجزائري من تزعجه إشادة الشعب الاسباني بالتضامن الشعبي الواسع والمثالي للجالية المغربية معهم خلال فيضانات نونبر 2024 التي ضربت إقليم بلنسية،…نعم، يزعج الجزائر حجم التعاطف الشعبي الاسباني مع الجالية المغربية بإسبانيا التي تضامنت مع ضحايا الفيضانات الأخيرة في إسبانيا، بشكل أثار إعجاب الإسبان، ومسح عقودا من الصور النمطية الكلاسيكية عن المورو لأسباب تاريخية، هذا صحيح، ولكن البروبكاندا الجزائرية غذتها وضخمتها عبر شبكة من الجمعيات واللوبيات التي تمولها بالبترودولار ضد مصالح المغرب في خلط للأوراق التاريخية بالأوراق الانفصالية.
فلا تبحثوا رجاء عن طرف آخر يقف وراء شحن الإسبان بالكراهية ضد المغاربة، فالجريمة تشير باتجاه المستفيد منها، كما قال الاعرابي منذ قرون: البعرة تدل على البعير!