الحركات العمالية في مواجهة المد النيو ليبرالي

الحركات العمالية في مواجهة المد النيو ليبرالي
شارك

فؤاد الجعيدي

إن الثقافة العمالية في مواجهة التحديات الراهنة، تملي على كل المناضلين والمهتمين والمرتبطين بالنضال العمالي، أن يدركوا متطلبات المرحلة من التاريخ التنظيمي للحركة العمالية، وحاجته للاستقلال عن الدولة والإدارة والأحزاب المتصارعة في مشهدنا السياسي، وهذا التنظيم كان ولا زال هو الاتحاد المغربي للشغل باعتباره منظمة، جماهيرية منفتحة على كل الحساسيات السياسية والمشارب الإيديولوجية، وتقدمية في انزياحها الكلي لمطالب التغيير والعدالة الاجتماعية وديمقراطية باعتبارها لا تحتكم في قراراتها سوى لإرادة العمال.

وعلينا اليوم، أن نكون مدركين لمتطلبات هذه المرحلة من تاريخ هذه المنظمة العمالية، في تجديد طاقاتها وأساليبها النضالية باستحضار الشروط الجديدة والظروف التي يمر منها الكفاح الاجتماعي وضرورة تشخيصه ومعرفة  تجلياته اليوم؟

فقضايا الوحدة النقابية، وضرورات الحفاظ على المكتسبات التي ناضلت من أجلها الحركة العمالية المغربية، تدعو التحولات المجتمعية  لاستحضارها، كفرصة للتفكير الجماعي فيما نعيشه ونحياه من تناقضات اجتماعية حادة، ومن صراع بين مشاريع مجتمعية تحددها المصالح، وما يترتب عنها بالضرورة  من نوايا وأحلام من جانب العمال، في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والكرامة الانسانية والتوزيع العادل والمتكافئ للمقدرات الوطنية والتمتع بالحقوق والحريات وعلى رأسها الحرية النقابة.

فالتفكير الجماعي في هذه التحولات العميقة، التي يعيشها العالم ذو القطبية الواحدة وما أدركته الرأسمالية الجديدة، من قوة وهيمنة وامتدادات تخترق كل الحدود الوطنية لشعوب العالم. يعد طرح السؤال عن الأشكال

التي تتعاطى معها الحكومات والشعوب مع هذه التحولات؟

وما يهمنا في هذه التحولات، أن نفهم ونستوعب الأسباب العميقة للقرارات والمواقف التي تتبناها الحكومات، ونفهم أيضا طبيعة أشكال الاحتجاجات، التي غدت تعرفها العديد من المجتمعات، منذ نهاية الألفية الثانية وحلول ألفية جديدة، وماهي التحديات التي غدت تواجهها النقابات العمالية؟

مداخل التفكير:

منهجيا أعتقد أن ثلاثة مستويات، ستقربنا من القدرة على الفهم وبالتالي ستمنحنا القدرة على التأويل واستنتاج الخلاصات والدروس التي تؤهلنا للتعاطي مع الأحداث والتأثير الايجابي فيها كمناضلات ومناضلين.

صحيح أن تشخيص وتفسير الظواهر له أهميته، لكن أهداف الحركة العمالية، هو تغير المظالم والسعي لمزيد من العدالة والكرامة وانتزاع الاعتراف بحقوقها كبشر في الحياة الكريمة في ظل مجتمع لم يعد يستساغ فيه، أن تتعمق الفوارق والامتيازات والريع لفائدة فئة قليلة على حساب العمال والموظفين والشباب العاطل وعموم الجماهير الشعبية.

1 ما هي مرتكزات الإمبريالية الجديدة؟    (الإمبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية)

2 ما هي أشكال التصدي لها، من خلال تجارب الشعوب النضالية اليوم ؟ حيث (اعتقدنا مع حركات التحرر الوطني في ق الماضي أن الشعوب تخلصت من القوى الامبريالية والاستعمارية لكن ما جرى منذ حرب الخليج يبعدنا عن هذا الاعتقاد)

3 ما هي مواقع الحركة النقابية النضالية ؟ وما هي أولوياتها في هذا الكفاح الاجتماعي؟

1 مرتكزات الإمبريالية الجديدة:

مفهوم السوق المتحكم في القيم الاجتماعية والمحدد لها.( مصالح السوق ّ المؤهلة أصبحت هي القاعدة الوحيدة.) تتمثل الإنسان ومتطلباته الحياتية كجزء لا يتجزأ من النظرة إلى السلع ورواجها وما تذره من ربح بما فيها المعرفة.

( وما أنتجه الفكر البشري عبر مساراته الطويلة من فلسفات وعلوم ونظريات تستقر اليوم لخدمة المقاولة والفكر المقاولاتي )

والنظام المالي، بات يحكم ويتحكم في الناس ومصائرهم بدلا من أن يلعب وظائفه في رفاهيتهم. حيث صار المال يسيطر على المجتمعات ويشكل دكتاتورية اقتصاد مجرد ومادي ويفتقر إلى أي بعد إنساني حقيقي، إلى جانب شهوته لتراكم الأرباح، ونموها المطرد لدى الأقلية مع خلق مزيد من الهوة بين أغلبية الناس، حيث أنتج استبدادا جديدا، وأن القوى الداعمة له، تفرض قوانين لقواعده الخاصة حيث أن هذا النسق يميل إلى التهام كل شيء وأي شيء لزيادة الأرباح بما فيها البيئة.

إن فرض ودعم وإنبات هذه المرتكزات في السياسات الوطنية لبلدان العالم، وظفت له القوة العسكرية والمنتديات الدولية والمؤسسات المالية..

2 كيف تم التصدي لهذا الواقع، من خلال تجارب شعوب اليوم النضالية؟

نتذكر جميعا كيف كانت آثار الأزمة المالية لسنة 2008 في الولايات المتحدة الأمريكية، فعوض أن تتيح هذه الأزمة للرأسمالية إعادة ضبط البنوك وإعادة توزيع الثروة، قامت الولايات المتحدة الأمريكية على عهد بارك أوباما، بإنقاذ البنوك من الأزمة التي خلقتها على حساب المواطنين، والذين ظلوا ضحية استيعاب تكاليف عملية الانقاذ، وعـززت الإدارة الجديدة الـقـوة العالمية للرأس الـمـال المالي. في حين كان لهذه الأزمة هزات عبر كل القارات، لتفجر معها مسارا الاحتجاجات الاجتماعية.

2-1 ما بين ( 2010/2013) عرف العالم، موجات الاحتجاج الاجتماعي:

فالبطالة والاقصاء الاجتماعي، المترتب عن السياسات الاقتصادية للنيو ليبرالية هي التي شكلت وأنتجت الوقود المحرك لهذه الثورات. حيث وجدت الجماهير نفسها دون عمل، ودون إمكانيات ودن أية وسيلة للهروب، ولم يعد هؤلاء مستغلون ( بفتح حوف الغين )، بل منبوذون وهم بقايا بشر.

ففي تونس تبلور استياء من وفـرة المظالم، التي عـانـاهـا الـمـزارعـون الـمـحـرومـون بـسـبـب الـبـزنـس الـزراعـي الـرأسـمـالـي الــذي اسـتـولـى على أراضيهم، ومع العاملين في مناجم الفوسفاط االذين نزحوا إليها، ومع الخريجين العاطلين من العمل.

وكان الرئيس زين العابدين بن علي ً محبوبا من الغرب، لأنه اتبع بلا رحمة نموذج النيوليبرالية، الذي جمع بين التقشف والتنازلات الاقتصادية، مع توسيع دائرة التفاف بعض المستفيدين من الطبقات الوسطى من سخاء الدكتاتورية، وعلى نحو متزايد، كانت المظالم الناجمة عن تعميق الإقصاء تقوي الناس على مشاركتهم في الحركة الاحتجاجية.

في مصر، هـنـا أيـضـا كـانـت احتجاجات سابقة في الـشـوارع مـن العمال والـشـبـاب، الساخطين على السياسات الاقتصادية، وذلـك قبل الإلهام مـن تـونـس. وقـد اكـتـشـف الـنـاس المجتمعون فـي الساحات العمومية،  شـعـورا جـديـدا مـن الـقـوة المعارضة لتوجهات الحكومات و الأنظمة العربية في ليبيا، وفي اليمن، وفي البحرين، وبطبيعة الحال في سوريا.

في إسبانيا دخل الاقتصاد في حالة من الفوضى، وفرض التقشف بناء على طلب من البنك الـمـركـزي الأوروبــي، وصـنـدوق النقد الـدولـي، والمفوضية الأوروبـيـة. وقد أضر هذا الأمر فئة الشباب بشكل خاص، لأنهم وجدوا أنفسهم، وهم في كثير من الأحيان من الحائزين على الشهادات من دون فرص العمل، أو أية وظائف على الإطلاق، من هنا برزت حركة غضب Indignados، بشعارات (نريد ديمقراطية حقيقية الآن ونحن لسنا بضاعة في أيدي السياسيين)، للمطالبة بديمقراطية حقيقة، لشباب بدون آفاق مستقبلية، وسرعان ما عرفت هذه الموجة امتدادات في بلجيكا وفرنسا وإنجلترا.. باحتلال الساحات العمومية والاعتماد على المواقع الاجتماعية وتبادل التأثيروالتأثر مع حركات الربيع العربي

في اليابان فـجـرت كـارثـة فوكوشيما، الـحـركـة المناهضة للطاقة الـنـوويـة، الغضب مـن الإهـمـال الإجـرامـي للحكومة، وتواطؤه مـع الصناعة النووية، الـتـي كانت تستهدف مزيدا من الأرباح على حساب الأمن البيئي للناس. وبالذات فهذه الحركات البيئية، أغنت مخيلة الجماهير في جميع أنحاء العالم، والكثيرون منهم قاموا بحركاتهم بسبب سلبهم الأرض أو تدهورها، وكانوا من المقصين أكثر من سوق العمل.

وفي الهند، شلت الاحتجاجات مـصـادرة الأراضـي للمناطق الاقـتـصـاديـة الخاصة.

ففـي الصين كـانـت هـنـاك احتجاجات، ّضـد تـدخـل الحكومة المحلية فـي المضاربة على الأراضي ومصادَرتها.

وفي فلسطين، كانت هناك احتجاجات مبتكرة ضد توسيع المستوطنات الإسرائيلية.

أما في أمريكا اللاتينية، كانت هناك احتجاجات ّضد اتحادات المعادن الدولية التي شردت السكان ودمرت إمدادات الـمـيـاه.

وفــي الــولايــات الـمـتـحـدة، وكـنـدا قـامـت احـتـجـاجـات مـتـنـامـيـة ّضــد اسـتـخـراج الـنـفـط الصخري.

إن عوامل التغيرات المناخية قد ألهمت الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، على اعتبارها مظهرا من مظاهر الاستغلال الهمجي للرأسمال للطبيعة ودون تمثل العواقب على البشر.

في حين قادت التشيلي أمريكا اللاتينية إلى خوصصة التعليم، وهذا العامل  جر احتجاجات من قبل طلاب الجامعة، مطالبين بالعودة إلى التعليم العام ومجانيته للجميع، وكانت أصولها في مسيرة البطريق the of March Penguins تلك التظاهرات ، التي لاقت دعما هائلا من الطبقات الوسطى، المثقلة بالرسوم الكبيرة لتعليم أبنائها. وتوالت هذه الحركة ضد خوصصة التعليم العالي، لتأخذ أبعادا عالمية مع الاحتجاجات التي فرضت نفسها على عناوين الصحف الرئيسية، من بلدان أمريكا اللاتينية وخارجها، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا

 وفي كيبيك، جاء الاحتجاج ّضد البنوك الكبيرة، التي كانت فتاكة باستخدامها التكنولوجيات الـجـديـدة للتمويل، وأصبحت «أقـوى مـن أن تفشل»، وبالتالي تلقت عمليات إنـقـاذ مـن الـدولـة بعد الأزمـة الـتـي خلقتها، فـي حين أن الـنـاس الـذيـن لا حـول لهم ولا قوة أصبحوا ضحية استيعاب تكاليف عملية الإنـقـاذ.

إذن فإن الحركات الاحتجاجية في كل أنحاء العالم، استفادت من خلق روابط بينها، حركة غضب الاسبانية والربيع العربي والحركة الطلابية، مدفوعا بزخم جيل جديد من المتظاهرين  وهم من جيل الألفية الثالثة والذي  غالبا ما تحمل أعباء القروض الطلابية الضخمة، ولكن من دون تأمين فرص العمل، التي تضاءلت لمستويات غير مسبوقة.

في هذا السياق، ستواجه هذه الحركات، بالهجمات المنسقة للشرطة والجيش، وطردهم من الأماكن التي احتلوها، ومع ذلك لازالت شعلة هذه الحركات موجودة، وتشتعل في أماكن غير متوقعة، نموذجها ما حدث في إسطنبول حيث احتشد الـمـتـظـاهـرون لـلـدفـاع عـن حديقة كـوزي ّضد الحكومة ذات سياسية السماح بالمضاربات العقارية.

الحركات الاجتماعية، وبالرغم من شدة القمع الذي ووجهت به، .برهنت للداعمين لها والمشاركين فيها بالفعالية الجماعية المشتركة، للنضال والكفاح الاجتماعي.

هناك الكثير من الأدلة على تأثيرها المتبادل حيث  ّتم دفع الانتفاضات العربية من قبل الانتفاضة التونسية التي أثرت بعدها في بلدان أخرى؛ وبالمثل، انتشرت حركة الإندكنادو بسرعة عبر جنوب أوروبا.، وكلاهما ساعد وهيأ على إشعال فتيل حركة الاحتلال، التي انتشرت بدورها في جميع أنحاء العالم. فـي هـذا التأثير الـمـتـبـادل أدت وسـائـل الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي ً دورا ً حـاسـمـا.

إن هذه الحركات أدركت أنه على الصعيد الدولي، تعيش أسبابا واحدة تتلخص في سياسات مشتركة، وشعور بالسلب السياسي الذي تواجهه من حيث فصل السياسات الشعبية عن السلطة الحاكمة وما تمليه عليها قـوى النفوذ الاقـتـصـادي، وخـاصـة رأس الـمـال الـمـالـي، من شـروطـ عـلـى الــدول، وبـالـتـالـي تـعـطـيل أي شـكـل مـن أشـكـال الـسـيـاسـة الـديـمـقـراطـيـة، ففـي تـونـس، تحالفت الدولة المستبدة مع صـنـدوق الـنـقـد الـدولـي، والـبـنـك الـدولـي، ورأس الـمـال الأجـنـبـي، لحرمان الناس، والذين باتوا يلمسون هشاشة الديمقراطية في الفجوة بين المظهر والواقع الديمقراطي في الشكل، والرأسمالي في المحتوى لذا ينتفض الناس عبر حركات اجتماعية تتطلع إلى أشكال جديدة من الديمقراطية والرغبة في المشاركة المباشرة في القرارات. وتجسدت دلالات هذا التعبير في احتلال فضاءات عامة، لما لها من رمزية (مـيـدان التحرير فـي الـقـاهـرة، سـاحـة التقسيم فـي إسـطـنـبـول، حديقة زوكـوتـي في نـيـويـورك، ساحة كاتالونيا فـي بـرشـلـونـة…)

من هنا نلاحظ أن هذه الحركات ذات طابع سائل، تذهب اليوم، ولكن تظهر ًغـدا على شكل جديد، وفي مكان آخـر تخبو مع شدة القمع وتتبعثر، لكن تعود وبأشكال أكثر قوة على الأقل في تجليات الوعي بما تشكله من إحساس بمظالم ضغوط قرارات الحكومات.

وقبل أن نذهب إلى بعض الاستنتاجات والخلاصات لابد من إثارة الانتباه حول بعض الأمور المتعلقة بمجتمعات ما قبل السوق، وهيمنتها على القيم والتصورات الاجتماعية، حيث نجد أن عوامل الإنتاج الثلاث: العمل والأرض والمال، لم تكن هدفا لأن تباع وتشترى وتسلع من دون ضوابط ومن غير أن يدمر ذلك طابعها الصحيح أو الضروري

ما هي التناقضات الحاصلة اليوم داخل اقتصاد السوق الذي يحكم على كل الاشياء بالتسليع؟

يتم اليوم تبادل قوة العمل (المناولة كنموذج ) دون حماية ضد المرض أو البطالة أو الإفراط في العمل وبأقل الحد الأدنى للأجر. إذن يتم استنفاذ قوة العمل بسرعة لتصبح بدون جدوى.

الأرض أو الطبيعة حين تخضع على نطاق واسع للتسليع، لم يعد من الممكن أن تدعم الضروريات الأساسية للحياة البشرية ( الوضع المناخي في العالم )

المضاربات المالية : عند استخدام المال لكسب المال من خلال المضاربة على العملات ، تصبح قيمة المال غير مؤكدة ولم يعد من الممكن استخدامها كوسيلة للصرف، وبذلك يفرض على بعض الشركات الإفلاس وتتوالد الأزمات الاقتصادية ( الانهيار المالي ).

اليوم تمت إضافة سلعة جديدة في الاقتصاد الحديث، وليس عنصرا أساسيا وكفى، بل حاسما لإنتاج العوامل الثلاثة الأخرى، وهي قوة العمل والأرض والمال. إنها المعرفة التي تم بدورها تسليعها. فتكنولوجيات المعلومات لها دور اليوم في جعل بيع قوة العمل أكثر سهولة وفي نفس الوقت أكثر هشاشة من أي وقت مضى (مراكز النداء والوسائط الجديد للمنتجات المعدلة وراثيا ) حيث غدت المعرفة سلعة يتم تنظيم عمليات انتاجها ونشرها بالأساس لتلبية احتياجات، أولئك الذين يستطيعون شراءها.

الجامعات اليوم باعتبارها موضعا رئيسيا لإنتاج ونشر المعرفة على نحو متزايد، باتت هي الأخرى خاضعة للمصالح الخاصة وليس العامة وفورية بدلا من المصالح المستقبلية ( الماسترات والإجازات المهنية اليوم بالمغرب نموذجا )

الاستيلاء على المعرفة وتسليعها يؤشر لنوايا تحويلها من معرفة من الصالح العام إلى أصول يمكن بيعها.. تأملوا أنواع التكوينات المستمرة بالجامعات تعتمد على الرسوم التي يدفعها الطلاب من أجل شهادات لها قيمة علمية أقل مما مضى ولا تتيح التوظيف .

خلاصات:

3 ما هي المواقع النضالية للحركة النقابية إزاء هذه التطورات والتحولات في النظام الدولي الراهن؟ وما هي أولوياتها في هذا الكفاح الاجتماعي. غير الوحدة النقابية والحفاظ على المكتسبات.

تجربة السنوات الماضية في المغرب أعطت زخما للنضالات العمالية، حيث تم تسجيل تعدد الحركات الاحتجاجية الجماهيرية والعمالية، وبروز توجه جديد في التنسيق بين المركزيات النقابية في المسيرات الوطنية وهو تنسيق ظل الاتحاد المغربي للشغل يتعاطى معه كبعد استراتيجي ويسعى إلى إنجازه، لأن الأجراء ليست بينهم تناقضات جوهرية من حيث المطالب لكن استخدامهم في أجندات سياسية وفي المفاوضات بين الأحزاب هذا ما حدث للنقابات الحزبية حين تعارضت مواقفها مع مواقف الأجراء، في معالجة إشاكالية التقاعد وكيف تم تمريرها وصوتت عليه نقابات منها الذرع النقابي للعدالة والتنمية وتصريحاته ومواقفه في دعم هذا التواطؤ على مصالح الطبقة العاملة ومكاسبها التاريخية والتي حازتها بالانخراط في معركة التحرير الوطني.

 واليوم يدرك المناضلون داخل النقابات مصيرهم المشترك ويدركون أكثر أن القوى السياسية في ظل هيمنة اقتصاد لن يكون بوسعها الانحياز للقوى العاملة بقدر انحيازها للرأسمال.ففي كل دول العالم اليوم يتعارض الحراك الاجتماعي مع السياسات الرسمية وباتت الحاجة أكثر إلحاحا لنموذج اقتصادي جديد، يجعل الإنسان في قلب خياراته الوطنية سياسيا واقتصاديا لنزع فتيل التوترات الاجتماعية.

admin

2 commentaires sur “الحركات العمالية في مواجهة المد النيو ليبرالي

  1. أصبح العنصر البشري مهمشا بل مصدرا لاغتناء بعض المؤسسات أو الاشخاص لذا أصبحت الحاجة ملحة و تفرد وجوب تكثل النقابات من أجل حماية ما تبقى من المكتسبات التي ناضلت من أجلها أجيال متثالية تحت لواء النقابات. فالتكتلات مصدر قوة و ضغط على السياسات الممارسة من أجل إخضاع الطبقات العالمة في كل المجالات. تكثل النقابات و بناء خطط توافق بينها أصبح من الحلول الواردة لإعادة النظر في المكتسبات- كالتقاعد- والعمل على استرجاعها.
    ………
    التوفيق والنجاح و الاستمرارية لalmindar
    وشكرا على المواضيع القيمة التي تتناولها المنظار

    1. شكرا لك الاستاذة سعاد على المشاركة ننتظر منكم مساهمة في الموضوعات النسائية
      ولك منا فائق التقدير والاحترام

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *