لم أعد أشبهني
لبنى حمادة / مصر
النهايات سدى وللحياة جلال
السر أم، المفتاح أم
والخوف أم
وكل الكون رجال
———–
لا تصبي العمر في كأسي
وتنتظري الخلود
ولا تبنِي فوق موجاتي سماءًا عالية
أخبرتني جميعها قبل التهشم
بموعد رحيلك وموعد رحيلي
عن تسكعي بين ضلوعك
شراهتي وطغياني في أرضك
وعبثيتك في حرثي
حتى تصحر الحلم
————
يوم ميلاد الشمس
بصمت أمي على جبيني، لتذكرني بالجحيم
علقت في أذني تعويذة وهي تثقبها بسيف ثلم ،
أخبرتني أن الشهوة أنثى ، اللذة أنثى ،
والإناث آهات
أن الأرض تعيد تدوير الموتى، لتنجب أموات
وشمت على نهري ضريبة المرور ،
ورحلت
مضيت أبحث في الجدران، عن عين ظلي
اُحني القرابين، أتمتم كلمات أمي
حتى نهم العالم بقايا تمردي
قلبي جاثية يتقلب فيّ الذنب
ماذا لو أدير ظهري، دون أن ألقي السلام؟
أطلق للعالم لعنات خوفي
أقفز عبثًا فوق الرؤوس المعلقة ،
أرفع لعين السماء ثوبي
أتعرى تحت الضوء الأحمر ..
غارقة في أبصارهم، الشاخصة أمامي
يقتصون من أنفاسي
بأذرع مبتورة يزحفون نحوي
أتعامد على منتصف الكون
لحظة يذوب فيّ
لتسقط الغاية،
ويدور الجميع حولي
يجوبني الليل وعلى كفيه أنين العذارى
يحفر في عظام المدينة ..
خطى امرأة لا تشيخ ولا تفنى
تغرس في أعين الغربان، كعب أنوثتها
تنظر رمي الشباك
لتضرب صدر البحر، بقهقهة البرق
تشبع جوعها، برائحة جوعهم
فلا تموت موتًا كموتي
ماذا لو تفسخ العالم من رحم أمي
إناث مثقوبة
ورؤوس معلقة
موتى يغرسون الموت
يحصدون لعنات
ووحدي أشعل الحرب
أشهد العالمين أنني السر
وأنني لم أعد أشبهني.