صولو
لبنى حمادة/ مصر
تعلم أن ذكرياتك رباط ممتد من الأنا هنا..
حتى الأنا فيهم
كسرات خبز تهديك إلى سبيل روحك
حيث زرعتها بعينيك المغمضتين، في أرضك الأولى
هي سرك الأكبر ،
حاضرك المخبأ في جيوب أحلامك القديمة
أيها الخجول الوقور، العاشق
يا من تجيد البقاء، والاحتواء
رغم طول الرحيل،
و عمق خطى الترحال
أيها المنتشي على أرصفة الانتظار
السارح خلف حبات المطر
المشتت بين هنا و هناك
إني أراك ..
تحمل على ظهرك ريشة ،
تتوكأ على صفحة صفراء
تنهل من تحنان أنفاسك الهاربة في زمن البئر الظمآن
غارق على وشك النجاة
تبحث عن قشة في جعبة الحياة ..
ربما تعيد الوقت إلى المبتدأ ،
وتلتقط الإيقاع من جديد
منفرد في زوايا الليل
وأنا هنا وحدي أراقص الأطلال
أنت لا تراني،
أنا أراك
أفتق حروفا مخملية من أبجدية شفتيك
ألملمها على صدرك
تزرع غيمة من حدائق المقدوني الأكبر في حلمي
تستنطقها بألحان أثرية تحرك خصر الموقف
أنت تجيد الرقص،
جمع الطوابع ،
ترويض الخيول
وبارع جدًا في سرج لجام الحرف
أنا أراك
أنت لا تراني
أنتظر نبضة جديدة تهز أوتار الوقت
تقرب لغتي من روحك
أكتبك ،
تكتبني
ربما تراني و أنا أراك
ربما ينطوي الليل بين صفحات الشجن البعيد
أيها المكتمل ..
ليتني أجيد الكتابة على الماء ،
و أتقن فن التخفي حين يراقصني المطر