العشاء الأخير للروائي العربي صنع الله إبراهيم

العشاء الأخير للروائي العربي صنع الله إبراهيم
شارك

علال بنور

ودعنا الوداع الأخير، الروائي صنع الله إبراهيم، الذي احتل مكانة في تربية القارئ العربي المهتم بالرواية، والذي كانت له مكانة ضمن الروائيين العالميين الكبار من عرب وروس وغيرهم.  لا نعتبره روائيا إنسانيا فقط، بل هو ضمير إنساني، اعتبر من الجيل الذي عاش الأزمات العربية من حروب وايديولوجيات، التي سادت في الستينيات من القرن الماضي فكانت حاضرة في رواياته، كما علم لجيله والأجيال اللاحقة معنى عشق الرواية، في الزمن الذي كان فيه الروائي مناضلا ومقاوما في وجه أعداء الإنسانية.

  روايات صنع الله إبراهيم، كانت لها مكانة خاصة بالقرب من روايات نجيب محفوظ. لم يكن يكتب لنيل الاعجاب والبحث عن جمهور التفاهة والسقوط، ولم يكن يكتب للبحث عن الامتيازات الاجتماعية، بل كتب للإزعاج والدفاع عن قضية الوطن العربي وعن حقوق المهمشين.

   ظل هذا الروائي العظيم في ثبات على مبادئ اليسار، لا يساوم، بل ظل مثقفا عضويا. حقيقة أن رحيل صنع الله إبراهيم يعتبر خسارة أدبية لا تعوض إلا بالعودة إلى قراءة اعماله الأدبية، على اعتبار أن الإبداع سلاح ثقافي وسياسي لمواجهة التفاهة المدعمة سياسيا. وعبر الإبداع يطل المحروم على العوالم التي يريد الآخر طمسها وحجبها واحتكارها لوحده.

  رفض صنع الله إبراهيم الجوائز وسخر بها، مسخرا حياته الأدبية لهموم الشعب والوطن، عمل روائيا وصحافيا كما اشتغل على صناعة السينما، بعد تجربة دراستها بالاتحاد السوفياتي. تميز إبداع صنع الله إبراهيم بالتوثيق التاريخي كمعطى أساسي لفهم الأوضاع السياسية بمصر والدول العربية التي عكستها رواياته. ومن أشهرها عند القارئ العربي رواية » شرف » ورواية « اللجنة  » و « ذات » و « الجليد » و  » نجمة أغسطس »

كان الوداع الأخير يوم 13 غشت 2025.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *