لعنة الوباء
بقلم : عبدالحق الفكاك
بدا العد من الجديد ، الأرقام ترتفع ، ومعها ينتشر الخبر بسرعة البرق : 28 حالة مؤكدة من متحور أوميكرون .. 13 الإصابة بجهة الدار البيضاء وحدها.
إذن لن ننام مرة أخرى إلا على هول الصدمة، فالخبر لم يكتمل بعد ،لان وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تؤكد أن هناك اكتر من 40 حالة محتملة أخرى ..
الخوف ينتشر من جديد، لا أحد يعرف في أي اتجاه تحرك هؤلاء المصابين المحتملين على وجه التحديد ،حتى يتجنبهم الناس ، أو على الاقل كي لا يصافحهم أو يقترب منهم احد.
للأسف الشديد ، القلة القليلة من تضع الكمامة أو تلتزم بقواعد السلامة الصحية ، فالأكثرية تعتقد بأن كورونا في طريقها إلى الزوال : لذلك ترى الأسواق والأماكن العامة تعج بالناس غير ابهين ولا مهتمين ،وكان كل شيء انتهى .
و الآن فقط بدأت رقاب الناس تُشَد نحو التلفاز في انتظار جديد الأرقام حول متحور اميكرون خوفا من المجهول ، والآن فقط قام البعض يسأل عن الحل ؟
لا شك أن الحل يكمن في ضرورة الإسراع بآخر التلقيح المضاد ، خاصة الجرعة الثالثة باعتبارها جرعة معززة تأكد مفعولها في الرفع من معدل المناعة 10 أضعاف، أو على الاقل هذا ما سجله الأطباء بعد تحليلهم للمعطيات والأخبار الواردة من دول اروبا و أمريكا .
إن الوضع في القارة العجوز جد مقلق ، فتملأ فرنسا وجدها تسجل ما يقارب 27 الف إصابة يوميا ، وهو ما جعل الحكومة الفرنسية تتحرك بسرعة للحد من انتشار متحور أوميكرون.
وفي المملكة المتحدة هناك تخوف حقيقي من انهيار المنظومة الصحية جراء تزايد عدد المصابين وهو ما دفع المسؤولين إلى دعوة عموم الشعب البريطاني إلى أخد الجرعة الثالثة وتعميمها حتى على الأطفال.
لاشك أن بلادنا قطعت اشواطا مهمة في معركتها ضد الفيروس اللعين ، إلا أن كل ما قمنا به يمكن ان يضيع في أية لحظة ، لدلك تقول الحكومة يجب أخد الحيطة والحذر بداية بأخد الجرعة الثالثة و بمداومة غسل اليدين و وضع الكمامة مع الحفاظ على التباعد الجسدي.
ذلك انهم يؤكدون بأن منظومتنا الصحية لن تحتمل أي ضغط مفاجئ خاصة اذا علمنا بأن أقسام العناية المركزة بزعمهم لا تتوفر إلا على حوالي 2400 سرير فقط ؟
وعليه فإن الأرقام المعلنة لحدود الساعة قد يمكن التغلب عليها ، غير ان الحاجة ماسة إلى تحقيق المناعة الجماعية أي الوصول إلى تلقيح 80 % من المواطنين في أقرب وقت ممكن ، حفاظا على صحة المواطنين.
طبعا أنصار نظرية المؤامرة غاضبون لاسيما بعد المطالبة بأخذ الجرعة الثالثة، وأعتقد بأن غضبهم هذا سيشتد ادا ما تأكدت التسريبات القادمة من دول الضفة الاخرى حيت الحديث عن جرعة رابعة محتملة.
أملنا أن يرفع الله عنا هذا الوباء لتعود الحياة إلى طبيعتها وينتهي معها كل هذا الضجيج، فقد ارهقت نفسية الجميع والأعصاب صارت جد متوترة .