فجر على الناصية
شعر/خديجة بوعلي من المغرب.
كل الأيادي المبللة بالشروق
حديداً كانت تقبض على الجمر
تجس نبض ساعة حائط
في صمت
تجوب ردهات تتأبط الشر…
دروباً غارقة في الوحل…
في الهراء… في اللازشيء
لم تشلح البياض…
لم تتلطخ…
ما كان الخيط الأبيض متميزاً
عن الأسود
لكن نوراً يتسلل من شرفات
على الأفق الرحب…
سيد الموقف كان
منارة في مغارات فحم
يخبط المنايا ضربة
رجل واحد…
يساقط الخنوع إربا… إربا
يلعن الغروب عندما يلتحف
رداء الانكسار
شامخاً… سامقاً يتلألأ
في شبق الأمنيات
موتوا فرادى أوجماعات
الموت واحد
الهلاك لا رجعة فيه
وحده سعف النخل
فزاعة في وجه الغيم…
خنجر في قلب العتم
لائحة البورصة يتصدر
يقارع سيقان المزاد
لن تبتز الحسرة بسمات العناد
لنرقص الزوربا
من كل جهة نستشف
حفنة صبر…
نحشو بها رئة انتظار
تنطلق المراكب
تضخ رذاذ السفر
تشحن شرايين الشراع
بهواء الصبر
نستشرف الفجر
ننآى عن العباب… عن الزبد
حكايا نغزل وهدوء القمر
نجس نبض الحفيف
نسترق السمع لحديث الأرز
نتلو شجو الفراش
ينساب الصبح رقراقا
سلسبيلا
من كيد غيابات الجب
يتطهر يوسف.
