ما الفرق بين المبادئ والتبني الإشهاري للمواقف
الشن الطن
فؤاد الجعيدي
في الواقع لم أكن لأعطي للحدث حقه في التناول الإعلامي، لو أتى من رجل عامي أي من عامة الناس، لكن أن يأتي من معدود على دائرة المثقفين على قلتهم، في هذا البلد الأمين، ذلك مربط الفرس، والسكوت عليه من باب المحرم في معتقدي النضالي.
فقد جرت العادة أن ما أكتبه وهو بالمناسبة ليس ملكا لي، فبعد نشره أتقاسمه مع المجموعات المسجلة بهاتفي الخلوي بالوات ساب.. وهي قضايا تهم المظالم الاجتماعية، عل وعسى أن أجد فيها المساندة ممن أتقاسم معهم الأفكار والأحلام في نماذج مجتمعية تتحقق فيها تطلعات العدالة والحرية وتمجيد الإنسان.
المجموعة التي أعنيها هي تلك التي أنشئت تحت مسمى لجنة دعم المفكر ناشيد علما وللتاريخ يوم أن تكالب على الأستاذ خصومه وأعداءه بسطات، جندت قلمي وخبراتي النقابية المتواضعة، للدفاع عن القضية وكشف مستويات التآمر فيها، والذي انطلق اقليميا وجارته المصالح المركزية بنفس الرؤية التي قدمت لمعالي الوزير والتي وجدت فيها مادة لتعرية هذا الابتدال المجتمعي، للانتقام.
في الواقع وهذا ما أكدته ساعتها للأستاذ ناشيد، أنني في حياتي المهنية مررت من محطات عديدة، واقتطع فيها من أجري دون سند قانوني وتم تنقيلي مرات عديدة دون أن أنهار في المسار والقناعات التي آمنت بها..
كنت معه حين عز الرفاق في أن أدفع به للاطمئنان لمقولة، أن طريق النضال شاق وطويل، لكن دوما ينتهي بالانتصارات.. إلى أن وصلت القضية إلى مراحل التقاضي وتولاها رجال فطاحلة في القانون بكل ما تقتضية من مرافعات دعائمها الإلمام العميق بفصول القانون، خدمة لمثل العدالة الاجتماعية مهما كانت مكانة المعتدي على الحق في هرم السلطة وما يتمتع به من هالة ونفس أمارة بالسوء.
وانتهت الأحداث بحكم قضائي غير قابل للطعن في إلغاء قرار العزل، غير أن الأستاذ ناشيد فاجأني بتعليق على ما تقاسمته داخل مجموعة لجنة دعم المفكر ناشيد من مقالات تنشر بموقع جريد المنظار الذي أشرف عليه
بعدها مباشرة تكفل أحد الحراس المدعو ARAKRAK AZIZ بفصلي من المجموعة، علما أن من لهم إمكانية التحكم في المجموعة سبعة رجال.
في قناعاتي لم يكن هناك من داع إلى إخراس صوتي بهذه الطريقة غير الشجاعة، ومن تولى القيام بهذه المهمة التي لم أجد لها تعبيرا ملائما في كل قواميس الفكر الديمقراطي سوى أنها حنين لإلغاء الحق في الرأي وتغييبه مثلما يفعل كل المتسلطون وهواة تكميم الأفواه.
هذا هو الأمر الذي جعلني أتولى القضية بالكتابة، ولم أقبل من الأستاذ ناشيد، هذا التنكر المفاجئ للأحزاب والنقابات وبعض النقابات التي انخرطت في الدفاع عن القضية دون شرط أو قيد.
للتذكير أن الاستاذ ناشيد إن تعرض ثانية للاعتداء على حقوقه سأعود ثانية للدفاع عليه، إنها قضية مبدئية في قناعاتي الفكرية والنضالية ولم يسجل علي أني انتظر جزاء ولا شكورا.
كفانا انغلاقا على ذواتنا وكفانا غرورا، إن الحركات التي لا ترتبط بقضايا البسطاء والمهمشين وتعمل على رفع منسوب الوعي في تمثلاتهم، لن يكتب لها النجاح..
دوما كان الراحل عزيز بلال يتواجد في لحظات البيع النضالي لجرائد البيان ويذكرنا أن أهميته، تأتي من الاقتراب من الجماهير ومناقشتهم فيما يتعرضون إليه وبشكل يومي من تعسفات واستغلال بشع، وبالتالي يظلون المدرسة الكبرى التي نتعلم من خلالها ما ينبغي أن يكون عليه النضال والارتباط بقضايا الناس وهمومهم وليس العيش المتعالي بين النصوص لاستقراء الأحوال والأفكار دون نبضها الإنساني الحي في الواقع المعيش.
ومن يريد أن يشكل مجموعة لدعمه لوحده، فهل هذا خيار صائب؟ وحده التاريخ كفيل بتقديم الأجوبة الصائبة.