التنمية الحقيقية

التنمية الحقيقية
شارك

فؤاد الجعيدي

اليوم هناك نقاش واسع، بين مختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، وفعاليات المجتمع المدني، حول ما ينبغي أن تكون عليه التنمية اليوم، بعدما وصلت اختيارات البلاد إلى تحقيق الرخاء، إلى فئات محدودة، ونشرت الفاقة والهشاشة لدى فئات واسعة من المغاربة، ليعاد طرح السؤال من جديد عن معنى النمو؟

التنمية في المقاربات الحديثة، والمتوجهة لضمان أمن المجتمعات، تقدم مفهوما للتنمية والذي يعني في مضامينه، الاتجاه نحو تحقيق مزيد من العادلة الاجتماعية، وتمكين الناس من الانخراط في الدورة الاقتصادية والمشاركة في إنتاجها والاستفادة من ثمارها.

ومن هذه الخلفيات باتت التنمية تعني، تنمية الناس بواسطة الناس من أجل الناس.

أي أن عمليات النمو، تقتضي أن يكون الإنسان محورا لها وغاية في ذات الآن، لتحقيق التوازنات الاجتماعية المطلوبة، في بلد يجر تركة من التخلف والعوامل المولدة للهشاشة على أوسع نطاق بين البشر.

لكن هذه التوجهات المعاصرة، في عالمنا المعاصر وفي العديد من الاقتصاديات الصاعدة، وبالأخص في الدول الأسيوية، تقدم لنا دروسا قوية، مفادها أن التقدم يقتضي أن توفر له الحكومات، الأرضية التوافقية الصلبة، والمبنية أساسا على الاعتراف بالحقوق الأساسية، للفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، على قدم المساواة وأن تقف على نفس مسافة الحياد بينهما وأن ترعى التفاوض البناء بينهما، وأن تتقدم بالضمانات الفعلية والملموسة لهما، من أجل إنجاز البرامج والخطط التنموية وأن لا تجعل الغلبة لكفة على أخرى.

صحيح أن منح الامتيازات للقطاع الخاص، لا يعني ضررا عاما، إذا ما التزم هذا القطاع بتقاسم المنافع مع القوى المنتجة، وليس الدخول في لحظات الانكماش إذا ما ضاقت الظروف والسبل. وعلى هذا القطاع الخاص أن يدخل غمار النمو في الاستثمار في الصناعات الواعدة ويتجاوز مرحلة الوضع في حاضنة الدولة وانتظار جرعات من الاوكسجين في لحظات الأزمات الاقتصادية العابرة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *