لنبادر من أجل تجمع عالمي لآل الجعيدي
فؤاد الجعيدي
لست من دعاة التفرقة والشتات بين الناس، ولا أدعو لحركة سياسية ولا دينية ولا عرقية، إنما مبادرة إنسانية انطلقت من بلاد المغرب، وتريد لنفسها ومن زخم تاريخ شجرة آل الجعيدي من المحيط إلى الخليج ومن نبع اليمن إلى المشارف المطلة على المحيط الأطلسي، أن نقدم نموذجا لشعوب العالم، وبالذات للشعوب العربية، أنه بالرغم من أصولنا المشركة ومن ثقافاتنا المتعددة ومن موروثاتنا الغنية، ظلت فينا نكهة لم يحد عنها الأحفاد من مشارق الأرض ومغاربها، هذا التشبث الاصيل بقيم الأجداد في الشجاعة والبسالة وإكرام الضيف وخدمة الناس لا استخدامهم.
نريد أن نقول لكل آل الجعيدي، أنه كان لنا جد اسمه الحسن بن علي بن مسعود الجعيدي استوطن مدينة تطوان بشكال المملكة المغربية، واشترى بها فدانين ثم بنى مسجدا تقام به الصلوات وصلوات أيام الجمع، وأجمع معاصروه أنه كان شيخا تقينا نقيا ورعا، ينشر فضائل القيم بين الناس جريا على سنة نبي كريم، بعث لإتمام مكارم الأخلاق ونظم فيه حبا وشوقا تائية شعرية يذكر فيها سماحة النبي وكرمه ورأفته بأمته.
وأجمع كل شيوخ عصره من أهل تطوان بشمال المملكة المغربية أنه كان من أهل الصوفية.
وانحدر من صلبه أبناء سعوا للرزق في ربوع المملكة المغربية الشرفية، فمنهم من استوطن سلا ومنهم من أقام بالرباط وفاس العاصمة العلمية للمغرب وبعدها في مدن عديدة من المملكة.
وقد ظل الجعيديون من أهل المغرب يتفاضلون بسماحتهم وينزعون للمشاركة في الحياة السياسية وتبوؤوا المناصب الرفيعة في أجهزة الدولة فكان منهم السفراء والقناصلة ورجال القضاء والمثقفون والموسيقيون والنجارون والخياطون ..
ولا زالت آثارهم حاضرة في الكتابة والتأليف في الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة السينمائية والطب والسياسة..
ولم يكن هذا استثناء لآل الجعيدي بالمغرب، فأينما وليت وجهك في الوطن العربي تجد ذكرا لهم بل هذا الحضور امتد إلى بلدان وعواصم أخرى في أمريكا اللاتينية والهند وأندونسيا والله أعلم برحلاتهم في باقي عواصم العالم.
ألا تستحق منا هذه الشجرة الطيبة الفروع، أن يلتئم الأحفاد عند ضريح جدهم الحسن بن علي بن مسعود الجعيدي بالمغرب بتطوان والذي صار الوقف الذي حبسه على زاويته تراثا عالميا، علنا نوقظ في الضمير الإنساني ما ينبغي نبذه ولنشجع على السلام والتآخي بين الشعوب.
