الشعراء لا يموتون
عمر مرحام الجموحي / المغرب
لكن الغاوون يصبحون حجارة للوديان
تتقاذفهم التيارات
تكسر قلمي….
وشاخ البياض في كراستي
أصبح له لون التجاعيد البنية
عندما سمعوا أن صلاحية الشعراء
تنتهي بموتهم
وأن قولهم لم يكن شعرا
فبعد كل شاعر….
يأتي شاعر ينفي صفته
أعذرني أخذتها منك
أمل دنقل….
« فخلف كل ثائر يموت… أحزان كثيرة »
لكن تخمينك أخطأ مرماه
فخلف كل شاعر يموت… اقزام كثيرة
لايريدون للشعر أن يتحرر
كي يعود من جديد
استكثروا عليه صفة الخلود
لا يريدون للحب أن يتحرر
كي يعود من جديد
كما قلت يانيرودا…..
يريدون حب النزوة
الذي لايترك أثرا
لأنك لم تترك أثرا
حسب زعمهم
نظموا للمرأة والثورة
أخذوا منك خيالك وابداعك
وتبنوا اكتشافه
ورموك في رفوف نسيانهم
يانزار….
فاعذر عجزنا عن مجارات
إبداعك…
ليس شعرا نظمك ياأمير الشعراء
فكيف يتمايلون مع صوت أم كلثوم
ويتغزلون في شفاه خليلاتهم
ب « سلو كؤوس الطلا »
ويزعمون أنك لم تكن شاعرا
فبالأحرى أميرهم
وأنا أنبري في مقعد
بمسرح كتب على واجهته
الآن مسرحية …
« التفاهة » عفوا الثقافة
أشاهد باستغراب كومبارسات
يتبادلون فيما بينهم كراسات
فهمت بعد حين أنهم
أصبحوا يؤدون دور البطل
أحرقوه وذروا رماده
فوق نصوصهم
وقالوا لم يكن يوما….
أي بطل
فمسرحيتهم كتبت
دون دور البطل
لكنهم….
لم يمحوا بعد أثر
جلال الدين الرومي
لأنهم لم يكملوا قواعد
العشق بعد….
عدت لقلمي وكراستي
ورجوتهما…..
لا تخذلاني
انتظرا موتي، كي أدفنكما معي
