البلاد التي..

البلاد التي..
شارك

بقلم د. سعيد ألعنزي تاشفين

     البلاد التي في خاطري تختصر كل الأمكنة المتصّدعة رغم ما تراكم من عطايا اللّه من كل نوع، تنضدها المواسم و تحتفي برائحة الذين كانوا هنا ثم رحلوا مخلّفين الخراب.

      البلاد هذه تسكن خاطرها العصافير و المشاعر و الجراح و تفرش السجايا دروبها نعناعًا تعدّ به الأمهات أتاي العصر، ويتلوّن النشيد بخاصرتها بكل الإيقاعات إيذانا بحلول مواعيد الشتات .

     فيا هذه البلاد التي تتوسّم بكل الجراح؛ كوني المزارع التي في بحبوحة العطايا تخضرّ رحمة بالقوارير، و الدروب القديمة عندما تزهو برونق مجدها و تزفّ الأمهات ملائكة من طراز خاص ، و الأهالي في كل يوم عندما يدهشون الديار فطنة ودهشة ؛ بينما ينزوي الظالمون في كهوف الظلام القصيّة .

      فيا هذه البلاد الفريدة التي في خاطري بين ثنايا وجعي ؛ كوني الأرض الفسيحة رغم ضيقك ، ومسجدا يتلو فيه المستضعفون آيات بينات و يصلون عِرفانا للّه جلّت قدرته على ما منح من عطايا الخير ، و كوني عبادة في خطو الذين يمشون على الأرض هونًا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامَا ..

     فيا هذه البلاد التي في خاطري و أنت تستجمعين كل وجعنا القديم – الجديد في حكايات الصمت الأنين تحفظه الأسوار البالية رجاءً استبدلي حزننا بنشيد لا يعقبه بوْح أبدًا ، ثم اتّئدي لمجد الثكالى في كل شيء سلامًا سلامَا ؛ و إنّا من المنذرين للرحمان صومَا ..

     ** أنا يقينا ابن الطين الواقف ها هنا ، فيه ترعرت و ما أزال ؛ يلمُّني و يسترني و يحميني و يزيدني بسطة في الفهم و الجسم ، و المنّة لله وحده ، و يمنحني كل شيء رغم الوجع السحيق .

     فيا أيها الذين كفروا : ادعوا كل شيء لا تثريب عليكم ، و قولوا كل شيء لا وزر ؛ فقط تذكروا أن الجحود لا يليق بمن كان الطين به رحيماً قبل أن يحلّ الجحود .

      و صفوة القول ؛ حسبي أنّي ملطّخ لا غرو بالتراب ؛ و هُويتي من طين و تِبن ، عليهما أحيا و فيهما نُسكي و طقوسي ؛ و الحمد لله فاطر الطين و الأرض و هو وليّ الذين أمنوا ؛ و العاقبة للمتّقين ..

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *