المنظار لن يهزمها القراصنة الجبناء خصوم وحدتنا الترابية
فؤاد الجعيدي
كنا على مدى 48 ساعة الماضية، عرضة لمحاولات جبانة من أجل حجب موقع المنظار عن قرائه، وتعددت محاولات قرصنة المفاتيح وقد سبق العملية حذف إحدى افتتاحياتنا تحت عنوان (الجزائر صارت راعية للعنف ) وبالتالي خلصنا إلى:
(أننا إزاء مواقف متعارضة ويبدو أن الجزائر، التي احتضنت النزعة الانفصالية ومولتها بالمال والسلاح على مدى عقود، ظلت وفية لتغذية الصراع واستثمرت فيه على حساب الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة، وتصد عن الجهود الأممية التي رأت في الاقتراح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية للمغرب، أقوى وأعقل المخارج لفض النزاع المفتعل.
والمغرب أكد عبر تاريخه الطويل قدرته على صيانة الخصوصيات الثقافية والحضارية والدينية لمجموع مكوناته الاثنية والتي انصهرت في قلب الأمة ونزعت عبر هذا التاريخ لجعل النظام الملكي راعيا وضامنا لممارسة الحقوق والشعائر والحريات ووحدة الوطن..
لكن النظام العسكري بالجزائر يسعى اليوم لتغذية الأجيال الصاعدة على الحقد والعداء لجيرانهم المغاربة، ولم تكن أحداث المقابلة الرياضية إلا التعرية الحقيقية لهذه التوجهات، التي يستثمر فيها النظام العسكري الجزائري ويدعمها بالمال والإمكانيات ولا سيما في الحروب الدائرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي..
ومثل هذه المواقف لا تؤهل اليوم النظام الجزائري الذي يسعى في لعبته إلى خلط الأوراق أن يكون قادر على رأب الصدع بين الدول العربية وتوحيد كلمتها ومواقفها في عالم مبني على التحالفات المنفعية وبالأساس حماية المصالح الوطنية.)
لقد بات النظام الجزائري يجند جحافله عبر المواقع الالكترونية، للترويج للمغالطات والأكاذيب والهجوم على رموز أمتنا، بل يذهب أعضاء القيادة العسكرية في تحريف التاريخ والوقائع والأحداث، ويقدمون أنفسهم أنهم الخيار الذي يسعى إلى تحرير الشعوب العربية من العوامل السياسية التي تشكل حواجز دون التقدم، ويتشدق بحماية كرامة المواطنين، وهي المواقف التي لا نجد لها أثرا في السياسة الداخلية والاجتماعية لهذا البلد الذي واجه انتفاضات شعبه بقبضة من حديد وخنق الأنفاس وبذر المقدرات الوطنية للشعب الجزائري، من خلال صرف الأموال الطائلة على حفنة من المرتزقة الانفصاليين وابتدع لهم حاضنة بمخيمات تندوف تنعدم فيها شروط الحياة للبشر وتنعدم فيها المقومات المدنية، وفيها يتم تجنيد الأطفال وقمع كل محاولة انعتاق من هذه الأوضاع المذلة لكرامة الناس.
إن النظام العسكري بات اليوم هو الطرف الأساسي والمعرقل للحلول السياسية بالمنطقة وبين البلدين، ويسعى بين ما تبقى من الدول للترويج لطروحات، لم يعد بالإمكان العودة إليها، بعدما تقدم المغرب بمشروع الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية للمملكة، والذي وجد مساندة واسعة داخل المملكة والتفاف كل القوى السياسية حول المقترح والإجماع الوطني عليه، ودعمه من طرف العديد من الدول التي بادرت إلى فتح قنصلياتها بالداخلة والعيون في اعتراف واضح بالسيادة الوطنية للمغرب على صحرائه.
إن هذا الواقع المتحول بما راكمه عبر حلقاته منذ 1974 من انتصارات بات يؤشر أن المعركة ستحسم لفائدة المملكة المغربية، والتي أظهرت في مواقفها وفي مختلف المحطات وعبر قيادة عاهلها محمد السادس، أن لا مساومة على الوطن في وحدته الترابية وأن لا قبول بالمواقف الملتبسة من أي طرف كان.
فلم يبق للنظام العسكري سوى السعي، في مزيد من إشعال عوامل الفتنة وتزييف الواقع، وهو رهان وظفت له مواقع التواصل الاجتماعي، التي لا تنزاح اليوم على فبركة الأشرطة والتشكيك في كل المبادرات المغربية والعمل على سوء تأويلها.. وأن هذا الاتجاه بالذات يجد مقاومة شرسة من المغاربة أولا ومن العديد من الفعاليات العربية والإفريقية التي ما فتئت تندد بمسارات مواقف القيادة الجزائرية وتنكرها للتراث المشترك بين الشعبين الشقيقين وأواصر القرابة الدموية التي تجمع بين العديد من العائلات.
جزائر اليوم خائفة ومرتبكة في قيادة معركة خاسرة في أهدافها ولا يلوح لها أفق في المستقبل..
أما فيما يتعلق بنا سنظل نقاوم ونقاوم على الجبهة الإعلامية ، وسنتصدى بقوة لعوامل تغذية التفرقة بين شعوب المنطقة، وتزييف الحقائق خدمة لمشروع ضيق، لا يؤمن السلم والاستقرار للشعوب وهي المداخل الرئيسية والتي لا غنى عنها في أي تطور اقتصادي ورفاه اجتماعي منتظر لشعوب المنطقة.