مثل الحمقى في الأدب القديم

مثل الحمقى في الأدب القديم
شارك

فؤاد اجعيدي

القاص والروائي عبد الحميد الغرباوي الصديق والاخ والرفيق عادتنا أن نلتقي صدفة بلا ميعاد.

حين نشط الوباء بين الناس بات يتحفظ وهو الذي يرفض اللقاح.

طالت الفرقة بيننا، وقد تغيرت ملامح كلانا. لما رآني في ركن منعزل من إحدى مقاهي الدار البيضاء، صاح بالقرب من الكنتوار الخشبي فؤاد يا فؤاد..

عادة سيدي عبد الحميد يأخذ كل الحيطة كي لا يقع في الشرك لذا فضل أن يراهن من بعيد على المناداة باسم فؤاد، إن تجاوبت فأنا فؤاده ..

المهم سيدي الغرباوي يتفادى أن يكون صيدا ثمينا للطعن الذي تمثله الحياه في منعطفاتها.

أنا فؤادك يا مرحبا..

وتعانقنا وتحسسنا دقات قلوبنا ليس لي من عزيز غيره بهذه المدينة المخيفة.

لم تعد تلك البيضاء التي عرفناها وعرفتنا في ذلك الزمان…

صارت مستنقعا للعنف عن قصد حتى إذا ما عبرنا فيها عن كره العلاقات خرج لنا الصعاليك و الحتالات ليعيدوا تربية رجال التربية. أمور سيئة وكثيرة تحدث الآن ولم يعد العمر يسعفنا للتصدي كما كنا أيام زمان.

كان سيدي حميد قلقا وعلى عجل من أمره حدثني عن الحاجات البيتية وعن انتظارات الزوجة، سألته عن أطفاله كبروا وشيدوا بيوتا لكنهم يعيشون الحياة وفق روح زمانهم..

نحن صرنا عجزة لكن ما لم نضيعه أننا نعيش الحياة على هوانا مثل الحمقى في الأدب القديم.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *