« خيار الحياة »

 م.إسماعيلي

كل يوم تعيشه تهب لك الحياة فيه فرصة جديدة لكتابة صفحة إضافية في  رواية حياتك.. وحينما تمنحك الحياة هذه الفرصة تضع لك اختيارين: إما أن تتطور لٍما هو أحسن وأفضل وأجمل وأحلى وأنقى وأعلى وأصفى وأهم… أو تبقى كما أنت…  هذا في حالة ما إذا لم تنحدر إلى أسفل وتسقط تحت…

فإذا اخترت أن تظل كما أنت ، فستواجه نفس التحديات ، ونفس الروتين ، وستتعرض لنفس العواصف ، وستعاني نفس الآلام وستعرف نفس المواقف حتى تتعلم من هذه التجارب. حتى تقتنع بنفسك بما يكفي لتقول يوما « كفى » ثم تختار آنذاك بملئ إرادتك  أن تتغير…

أما إذا اخترت من البداية أن تتطور.. فسوف تنفذ إلى القوة العميقة التي بداخلك.. وستكتشف  الكذبة التي جعلتك  تؤمن بالجمود وتنخدع براحة البال المزيفة..  آنذاك  ستستيقظ على الحب.. وتصبح على الحب.. وكذلك ستكون.. فلديك كل ما تحتاج إليه.. لتختار التطور.. وتختار الحب..

وعندما تُحِب..  لا تبحث عن الأسباب التي جعلتك تُحِب.. بل ابحث عما يجعلك تحافظ على ذلك الحب.. ويجعلك تراعي ما تُحِب.. ويجعلك تهتم بمن تُحِب..

فالشخص الوحيد الذي أنت بحاجة إليه في حياتك هو ذلك الذي يبرهن لك قطعا أنه بحاجة إليك في حياته..

لأن كل شخص تلتقي به في حياتك له هدف معين.. فالبعض يدخلها ليختبرك.. والبعض تلتقيه ليُعَلِّمَك.. والبعض يتقرب منك ليستغلك..  والبعض يعمل لإبراز أفضل ما فيك.. والبعض يحبك كما أنت وليس كما هو.. كنا تريد أنت لا كما يريد هو..

فأجمل مكان في الوجود لتكون فيه هو قلب من تُحِب..

وأزكى عطر في الوجود هي رائحة من تُحِب..

وأما أحلى مافي الحياة هو حينما تبدأ بالحب وتُختَم بالحب..

الحياة ليست مشكلة نبحث لها عن حل بل هي واقع علينا أن نعيشه.. نحياه.. نتعامل معها.. نؤثر فيه ونتأثر به..

الحياة ليست حلما نراه في المنام بل حقيقة نحياها..

الحياة قاسية وغير مريحة. ففي البداية نحن نأمل  ونحلم ونتخيل ثم نجد أنفسنا يوما قد حلقنا عاليا دون أجنحة لنرتطم بأرض الواقع القاسية.. ثم ندرك أننا جميعا علينا ان نخوض غمار هذا الواقع  دون ضرورة أو إمكانية العثور على كل الإجابات الصحيحة حقا.. نأخذ كل النظريات على محمل الجد.. لكن ليست كل الأشياء متماسكة كما نريد.. متوافقة مع ما نريد..

فقد تكون الحياة مخيبة للآمال.. إذ النجاح هو عملية بناء وكفاح طول العمر وليس ضربة حظ.. أما الفشل فقد يحدث في يوم واحد.. في ساعة واحدة..  بل في لحظة واحدة.. فإما أن تنهض لتواصل المسير نحو تحقيق  الهدف.. نحو الفوز.. نحو الغد.. أو تبقى حيث سقطت.. حيث تعثرت.. فأحسن الاختيار.. اختيارك أنت.. قرارك أنت.. مصيرك أنت…