احتفالية كبرى برأس السنة الأمازيغية 2974 من طنجة إلى الحسيمة
احتفالا برأس السنة الأمازيغية 2974، تنظم المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة تطوان الحسيمة ودار الشعر بتطوان، بتعاون مع الفضاء الثقافي والفني « رياض السلطان » بمدينة طنجة، « ليلة الشعر الأمازيغي »، يوم الجمعة 19 يناير الجاري، ابتداء من السابعة مساء.
يشارك في هذه الليلة الشعرية والفنية الشاعر حميد اليندوزي والشاعرة سلوى آيت احمد والشاعر محمد ياسين العشاب، بينما تحيي الحفل الفنانة سامية أحمد رفقة الفنان يونس الخزان في عمل فني جديد بعنوان « تمغربيت بالفن »، تقدم فيه قصائد بتريفيت وتشلحيت وتمازيغت. كما تشارك مجموعة « ريف إكسبيريونس » في التظاهرة وهي تتغنى بروائع الشعر الأمازيغي في شمال المغرب.
وبتعاون مع المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل / قطاع الثقافة بمدينة الحسيمة، تقام الليلة الثانية من ليالي « الشعر الأمازيغي » يوم السبت 20 يناير الجاري، بفضاء دار الثقافة الأمير مولاي الحسن بالحسيمة، ابتداء من السابعة مساء. يشارك في هذه الليلة الشاعر عبد الله المنشوري والشاعرة عبيدة علاش والشاعر عابد حميش، في حين تحيي مجموعة « نجمة الحسيمة » برئاسة الفنانة نجمة رحيمي ليلة الشعر الأمازيغي في مدينة الحسيمة، حيث ستقدم روائع من السجل الشعري الغنائي في منطقة الريف، بوصفها الامتداد الأمازيغي لجهة طنجة تطوان الحسيمة. بينما تتوج الاحتفالية بتكريم أيقونة الشعر الأمازيغي في منطقة الريف الشاعرة المخضرمة فاضمة الورياشي، والتي كانت أول امرأة مغربية تصدر ديوانا شعريا بالأمازيغية، كما ساهمت كلماتها الشعرية في نبوغ عدد من المبدعات والمبدعين من أبناء الريف عبر العالم، وفي طليعتهم الفنان الكبير خالد إزري.
وتأتي هذه الاحتفالية بعد اعتماد رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب، ترسيخا للعمق الأمازيغي للهوية المغربية الرحبة التي استضافت وحضنت باقي الهويات والروافد الثقافية الأخرى عبر التاريخ. بينما تظل الأمازيغية رصيدا مشتركا للمغاربة دونما استثناء. كما يرد هذا الاحتفال في سياق التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية في المغرب، إلى جانب اللغة العربية.
وتمثل الشعرية الأمازيغية في أدبيات منظمة اليونيسكو واحدة من المصادر الشعرية الكونية المعبرة عن غنى التراث الشفوي الإنساني الذي أبدعه الأمازيغ منذ ما قبل الميلاد. كما تنقل المصادر التاريخية عن شاعر الإغريق الكبير هومروس، صاحب « الإلياذة » و »الأوديسا »، قوله إن « المغاربة الأحرار الأمازيغ كانوا في مقدمة الشعوب الإنسانية التي تغنت بالشعر وأبدعت في إنشاده ». ويمثل ديوان الشعر المغربي الأمازيغي تراثيا إنسانيا يمتد على نحو ثلاث ألفيات شعرية، تقريبا، وهو يطالبنا بجمعه وحفظه، من باب حفظ التراث الكوني والوطني. كما يمثل تنويعا على التراث الشعري المغربي الذي يتعدد ويتردد ما بين الشعر الأمازيغي والشعر العربي والشعر الحساني والزجل، إلى جانب الشعر المكتوب بباقي اللغات الحية، بل إن الشعر الأمازيغي نفسه يتعدد ويتنوع ما بين اللهجات الأمازيغية الثلاث، ما يؤكد لنا أن هذا الشعر المغربي مفرد بصيغة الجمع، وإبداع كوني بروح مغربية واحدة متجددة. من هنا، يبقى التراث الشعري الأمازيغي الشفاهي والمكتوب المصدر الأول للغة الأمازيغية والمرجع الأساس في تقعيدها ودراسة جمالياتها الخاصة، وبحث طاقاتها التعبيرية والتخييلية التي من شأنها أن تثري اللغات والثقافات الأخرى، في سياق التبادل الدلالي والاستلهام المتواصل ما بين اللغات عبر التاريخ والجغرافيات.