نداءً للأحزاب السياسية.. السياسة اخلاق وممارسة..

محمد الدرويش: رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين
جواباً عن سؤال صحفي للأخ أحمد علوة ضمن لقاء اطلنتيك الظهيرة الاثنين 5 مايو 2025 عن لحظة اعادة السيد عبد الالاه بنكيران على رأس حزب العدالة والتنمية وما أثاره من جدل بخصوص قضية (تازة قبل غزة).. فكيف تقرأ عودته والجدل الذي رافق القضية الفلسطينية وتوصيفه الذي كان خشناً بعض الشيء بتوصيف بعض المغاربة توصيفًا غير مقبول؟
كان جوابي كأكاديمي وفاعل سياسي ومدني كالتالي..
بخصوص اعادة انتخاب السيد عبد الالاه بنكيران هو امر داخلي ولا يمكنني إلا ان أهنئه على انتخابه اميناً عاماً لهذا الحزب، وعلى الثقة التي حظي بها من طرف المؤتمرين والمؤتمرات ونهنئهم جميعاً على نجاح مؤتمرهم، اما ما جاء على لسان السيد عبد الالاه بنكيران.. فإننا لم نكن امام خطاب نقابي او سياسي يوم فاتح مايو الماضي ، بل كنا امام خطبة فقيه له قدرة كبيرة على فن التواصل متدرب و يعرف كيف يوجه سهامه و يدرك مخاطر ما يقول و معاني ما يصرح به ، اننا لم نكن امام خطاب سياسي رصين كما عهدنا ذلك في خطابات الوزراء الأولين ،من مثل المرحوم عبد الرحمان اليوسفي و السيد عباس الفاسي و السيد ادريس جطو مثلاً ..حيث كانوا ينزلون كل كلمة في محلها و يوزعون الاشارات بأياديهم و ملامح وجوههم حسب ما يقتضيه مقام الخطاب ،و يبعثون بالرسائل لمن يعنيهم الأمر دون حاجة إلى ذكر اسمائهم او صفاتهم او افعالهم ، لن اسمح لنفسي بمناقشة ما قاله السيد بنكيران بخصوص قضايا حزبه الداخلية ..و بخصوص صراعاته مع مجموعة من السياسيين و الإعلاميين ، فالرأي العام – و أنا منه – يتابع و يقيم كل حسب موقعه و مستواه ، لكن ما أعده نشازاً في كلام السيد عبد الالاه بنكيران امين عام العدالة و التنمية هو الجزء من خطبته الموجه للرئيس الفرنسي و للرئيس الأمريكي المقصود ماكرون و ترامب ،فقد كان السيد بنكيران مجانباً للصواب!! ومتعد على مجال السياسة الخارجية للمملكة المغربية والمكفولة بمنطوق دستورها إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهذا في اعتقادي المتواضع عيب و عار على الرجل، و هو الذي يعلم – في اعتقادي – المجهودات المبذولة من قبل المؤسسة الملكية خصوصاً و جلالة الملك على وجه أخص و المؤسسات الدستورية، كل حسب مسؤوليته و موقعه و مجال اختصاصه في بناء علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل و الثقة بين الأطراف والمصالح المشتركة والدفاع عن الوطن جغرافيةً وتاريخاً واقتصاداً وتراثاً و ثقافةً وغيرها.. اعتقد ان هذا الشق بالخصوص آلمني وجعلني اقول إن الرجل فقد شيئاً من حكمته السابقة في توجيه سهامه.. اما لمن وجه تلك الصفات والكلمات غير اللائقة في مجتمعنا فهو يعرفهم وهم يعرفونه ومع كل اسف نسجل باستياء عميق ان الخطابات السياسية اليوم في المغرب خصوصا بعد سنة 2011 لم تعد كما كانت.. وهذا نداء آخر موجه للأحزاب السياسية بأن ترفع من المستوى الأخلاقي في تدبير الاختلاف وتوجيه الانتقاد فالسياسة قبل وبعد كل شيء أخلاق في الممارسة وفي الكلام..