عناد الهوى

عناد الهوى
شارك

بقلم : عبد الحق الفكاك

راحت الأيام والشهور والأعوام تتقاذفك بلا رحمة  ..كأمواج البحر، كلما  خِلت أنها قد رمت بك على شاطئ الهجر والنسيان، إلا و شعرت وكأنك لازلت هناك .. لم تراوح قط مكانك ..

 ومع الايام .. تزداد يقينا، بأن قلبك لم يشاركك ابدا  .. رحلة العمر تلك .. بل تراه قد آثر البقاء عنده مند زمان .. وها أنت  تكتشف  بعد كل هذه السنين انك كنت تسافر لوحدك ؟

 وها أنت كعادتك  .. كلما اعتقدت أنك ابتعدت  .. الا و فَقَدَت نفسك وشعرت بأنك تختنق  .. وها انت للمرة الألف .. تموت كالأشجار واقفا

  الحقيقة أنك لاتزال تحتاج  إلى دفئ القلب وحنانه  … فالوجود كله بالنسبة اليك سيبقى مرهونا بوجوده .. وذاك قدر .. قد لا يتغير  !

كيف لا تعترف بأنك فقدت البوصلة، ولم يعد بالإمكان أن تحملك رياح الشوق إليه .. ؟

كيف ترفض أن تخرج من خيالاتك وتستفيق من سباتك العميق لتضع حدا للأحلام التي لن تتحقق أبدا..؟

كيف تغفل أن تلاحظ؟ وكيف تتجاهل عيناه أن لا تقع على وجهك ؟ يجب أن تنسى أنه كان يحرضك على السباحة في عيناه ؟ وأنه كان يظل يتأمل ملامح وجهك..؟ وأنه كان.. وكان .. وكان ؟

ما هذا العناد .. ألا تريد أن تستسلم .. فقد طال البعاد ..  وحتى بقايا الذكريات التي تعيش عليها .. صِرتَ تراها بالأبيض والأسود بعد أن سلبها النسيان ألوانها الطبيعية .. ؟

لم يعد بإمكانك الانتظار إلى آخر العمر … أليس من الحكمة ان تَدَع عنك كل هذا، وتتناسى  .. ؟

أبعد كل هذه السنين.. لايزال الحنين يشدك إليه في كل وقت وحين … ؟

للأسف الشديد لاتزال تكابر في صمت.. لاتزال تُمني النفس باللقاء … لايزال قلبك يحن إليه بالرغم من أنه ظل يحمل كل هذا الألم  …  .. ورغم… ورغم  … فأنت تهواه ؟

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *