لست حرة بما يكفي..

لست حرة بما يكفي..
شارك

لبنى حمادة /مصر العربية

لأني لا أستطع أن أعبئ كفاي حرية

لأصنع جبلاً أطير من أعلى قمته

ولا أستطع أن أنبش الماضي بظفر من حرير

لأختلس نظرة  على الهاوية

ولأني لا أملك ثمن تذكرة لأزور أمي

أو لأفحص فصيلة دم أبي

ولأن لا عين لي في مؤخرة رأسي ،

 لا أنف بديل لكبريائي

وقدم واحدة ،

 عمر واحد ، جسد واهن

لا يكفي لأكون حرة

أعود هرولة على مجلد فارغ أسود

وضفيرتين نائمتين تخشى الغرق

أغرس رأسي في وسادة أهلكتها أفكار ماجنة

أرتدي قميصًا يعكس بريق شهوة عوالم ترقب أحلامي

أجمع نزفي كتذكار على رقعة بيضاء

وأضمه إلى صدري كل مساء

أتنفس بقايا هواء مستهلك و أنا أسجل تاريخ الحضارة سراً

ربما أعثر على زهرة أطول عمراً وأكثر حرية

و أرض لا يؤول مصيرها إلى اللاحياة

أقبل بقطع من الشيكولاه كعلاج لمرضي العضال

ذاك الذي أصابني حين نثرت فتات

من الخبز المبارك لأطعم فم القبور

صمتًا أغرقني في اللاشعور ..

وأترك  للجميع حق الاختيار

 أحمل مقعدي ،

وغيمة من دخان الفلاسفة المفكرين

سياط صاحب الحانة البذيء ،

واللمسات المثيرة للمشردين

تحت عباءتي الفضفاضة

أسبح في ضميري القاتم لأستمتع بقتلي مراراً..

مرة يوم تخرجي للعالم،

ويوم مخاضي لأضع رجل شرقي لا شريك له

وعند النوم تحت أقدام تمثال الحرية

مرة و أنا أحبو داخل معتقداتي،

وأنا ألعب ألعاباً محرمة

وأنا أتلعثم لأشهد و أتشهد

وحين أكتب قصيدة بعنوان

لست حرة بما يكفي

ولا يقرأها إلا طيف عابر

و هو يردد باسمًا ..

إن بعد العسر يسرا

فأقتلني لأخر مرة .

وأنا أستغيث غرقاً في رأسي الأحمق

كي أسطر نهاية عرجاء

في قصيدة مفتاحها حرف أصم .

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *